يمتزج الحزن بالرضا بما قدرالله، لمن تتبوأ القلوب لمن ربت اليتيم، وجندت نفسها لرضا القريب والبعيد، الى من حافظت على الزعامة بالاسرة الكبيرة لترسم طريق الخير والجود والكرم، عطاها الخالق ابتسامة الرضا. من جودها لم تترك جيران والديها بحوطة خالد وممن لهم عوايد فهي الأم والأب لهم، حنانها يمتزج به رجاحة العقل، لتنفذ مطالب محتاجيها باسلوب لا يعلمه الا الله فهي تعطي وتتشكر لمن تعطيهم كأنهم هم من تكرموا عليها، وتحرص ألا تنسى وجود من تهتم بهم بمناسباتها الخاصة فتستغرب أنها ملبستهم وبناتهم كلبس سائر الناس لأنها لا تراهم قليلين، ترى أنهم أبتلوا بالفقر وهو حظ وأن مايعانونه سوء حظ ولم تنقص من قدرهم بنهر اطفالهم حينما يعبثون بل تنظر لهم بعين حانيه وكريمه بسؤالها "عسى تقهويتوا عسى تعشيتوا صبوا لهم وعطوهم حلاو"، فعلا كلمات لا يفهمها الا الكبار ولا يزدري بها الا حديثي النعمة، نعم كان اسلوب اختي ام طارق اسلوب الصحابيات لانها تتبع سيرتهم من خلال سماع سيرتهم في الراديو، ثقافة الاستماع للآخرين أكسبتها حنكة وفطنة لما يدور حولها حتى بعض حاملي الدكتوراه من اقاربنا لا يستطيع مجاراتها في الثقافة، اختي من محبي المظهر الحسن لا تأتيها بأي وقت الا ويتخيل لك أن عندها مناسبة ستخرج لها فما شاء الله. كانت مقتديه بكرم اخي عبدالمحسن اطال الله بعمره وسخاء اخي عبدالرحمن رحمه الله حيث كان والدي رحمة الله مثلُها الكبير. طريقة اختي مع بناتها هدى وهند وهيفا وبسمة ورندة غريبة من نوعها فهي تدلل وتوجه وتعاتب وتكافئ؛ لقد ربتهم على العفة والشهامة وطيبة القلب واحترام أهل الزوج فهي موبخة لبناتها إذا قصروا مع عائلاتهم لتردد ام زوجك اخت زوجك عساك تكرميها، نعم كلماتي لن يفهمها الا من تربى بهذا البلد وفهم أن هذه النوعية من الناس يجب ألا تنسى كم من القصص احكي واحكي، أعرف الكثير سيقول نست كذا وكذا ولكن تزاحم الافكار تذيب الكلمات لأن أختي أم طارق المهندس وام عبدالرحمن الطبيب وام عادل المهندس اهتمت بتربيتهم وتعليمهم وبث روح العزيمة بهم، جندتهم لخدمة الوطن فكانت تأمرهم في حرب الخليج بالمشاركة مع الشباب لحفظ الوطن، يالله أي أم هي حينما جاء زوج بنتها وهو لابس البدلة العسكرية وكان من ضمن الشباب الذين شاركوا بحرب الخليج للمحافظة على البلد كانت تردد وقتها دوماً: (اللي مافيه خير لبلده مافيه خير لأهله). تلك اختي لو أملأ الصفحات لن أوفيها حقها. أشعر بخسارتنا لهذه السيدة النادرة فو الله لا اتذكر الا ابتسامة ثم ابتسامة ثم ابتسامة فلا يعرف قلبها الحسد ولا تقيم الخلق حسب مصالحها فأختي لا تقيس الناس بماذا يكونون فهي تحب الكل ولا يأتي على بالها أن تقيم أحد فقط لانه فلان بل لأنه مخلوق بغض النظر حتى عن جنسيته، فكثيرا أجدها تشارك العاملات الحديث والأكل فأذهبي لربك راضية مرضية فجزاك الله كل خير ورحم الله والديك واعان ابنائك على برك بتكاتفهم وألا يدخلوا شيطان بينهم حتى ترضي وختاماً اللهم الهمنا الصبر والسلوان وجزاك الله ألف خير يازوجها الطيب فهد بن عبدالله الحسن فكنت الزوج اللي أحبت فيك كل شيء فعظم الله اجرك وانت خير خلف لابنائك واحفادك لتسعدهم وتجمعهم على الخير.