هي (س) مجهول في وسط عميم بالمعطيات التي خرجته وشكلت منه (س) بوسط المجاهيل، هي كأم حامد وأم حسن وأم سعيد... الخ، لم يبق لهن منهم إلا الكنية فقط، فهم في دروب الحياة منشغلون وهن بأيد أخرى قد أجرى الله بها رحمته التي وسعت كل حي وشيء، في دار رعاية المسنين والمسنات تسمع الغريب والمستنكر من جزاء الأبناء لوالديهم، بسطوا لهم العقوق رداء حملهم إلى الغير ليرعى لهم مرضا وعجزا وعمرا طاعنا وأعرضوا عن قوله تعالى: (وقضى ر بك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) و (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) وكيف قرن الله بين عبادته والإحسان إليهما وبين شكرهما وشكره جل وعلا. وللأم خصوصية دعى إليها الإسلام في البر بها لما تكابده من حمل ووضع ورضاعة فكان جواب الرسول صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن أحق الناس بالصحبة: قال أمك ثم أمك ثم أمك بعدها قال: ثم أبوك. قال ابن عباس رضي الله عنه : إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة. نعم أيها السادة، الوالدة التي إن بلغ بها العمر أو مرضت ضاق الأولاد بها ذرعا ورحبت صدورهم للزوجات والأبناء أما الأمهات فللغير من دار رعاية أو بنات تحملن المسؤولية بمفردهن أو مع أزواجهن فهن أحن وأشفق بهن من أولادهن. تقول إحداهن وقد صارت (س): بناتي تعاهدنني بأرواحهن وأزواجهن ليسوا كأولادي بل هم أولادي حقّا في برهم وتواصلهم، فارقت الحياة مريضة برعاية ابنتها وزوجها. نعم البر يشمل الأبناء جميعا ولكن الابنة إذا تزوجت أصبحت لحياة زوج وأبناء قد يشقّ عليها تمام رعاية الأم في ظل التخلي من الابن الذي ينبغي أن يتولى الرعاية أو يشاطر الأخت في حقّ أمه ويقدمها على زوجته وأولاده. ولكن للأسف كم من فتاة ترفض الزواج لعدم وجود من يرعى أمها الوجود الفعلي في ذات الوقت قد يوفق الله الابنة إلى زوج يكون حقا رحمة تملأ جوانح الأم العجوز أو المريضة رحمة سخرها الله لقلب الرحمة في الدنيا. فلك من الله أيها المقصر أو العاق ما تستحقه في الآخرة وستقرأ ما خطته يداك في الدنيا، ولك أيتها الابنة وزوجك كنوز الرضا يفتحها الله عليكما مدى الحياة. [email protected]