دعا سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إلى تنظيم شؤون الأوقاف وإدارتها بالطريقة المثلى وتطويرها وتطوير الوسائل الرقابية عليها، والبحث عن أفضل سبل لاستثمارها واستثمار مواردها بما يجعل الأوقاف أقرب إلى تحقيق الأهداف المنشودة منها، والاستفادة المثلى من ريعها وعوائدها. وقال سماحته في تصريح له بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للأوقاف في الجامعة الإسلامية : إن الإسلام أولى عناية فائقة بالمجتمع المسلم ليكون مجتمعاً يعيش أفراده فيما بينهم إخوةً متحابين يسود التراحم والتعاطف بينهم تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" , ولتحقيق ذلك حثَّ الإسلام أتباعه على الإحسان قال تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) وقال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) , وحثّ كذلك على الإنفاق في أوجه البر والخير وبذل صدقة التطوع قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض). وأضاف : فيكون بذلك عماد الحياة الاجتماعية في المجتمع المسلم التكافل والتعاون على البر والتقوى، يعطف فيه الغني على الفقير ويأخذ القوي بيد الضعيف ليعيش الجميع حياة كريمة, ومن الصدقات التطوعية التي يتعدى نفعها للآخرين الصدقة الجارية التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له" , ومن أنواع الصدقة الجارية الوقف الذي شرعه الله وندب إليه وجعله قربة من القرب التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى. وقال سماحته : لم يكن أهل الجاهلية يعرفون الوقف وإنما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا إليه ورغَّب فيه، فقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم ووقف أصحابه ولا يزال الناس يقفون من أموالهم إلى يومنا هذا, وفي التاريخ الإسلامي أمثلة كثيرة للأوقاف التي استفاد منها شرائح مختلفة في المجتمع لسنين طويلة كالمساجد والمدارس والآبار والحدائق والنخيل ونحو ذلك, والمؤتمر الدولي الرابع للأوقاف بالمملكة العربية السعودية الذي يتم انعقاده وتنظيمه بالتعاون بين الجامعة الإسلامية ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحت عنوان: (نحو إستراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي) جاء ليساهم في هذا المجال وذلك بدراسة ومناقشة سبل النهوض بالوقف الإسلامي من خلال محاور وموضوعات عديدة تثري موضوع الأوقاف بالبحث والدراسة وكتابة بحوث شرعية مؤصلة تهدف إلى تحقيق عدة أهداف منها: إعداد خطة عملية لمستقبل المؤسسة الوقفية وتحديد اتجاهاتها ومعالجة الثغرات الموجودة حالياً في بعض مؤسسات الأوقاف وتطوير طرق استثمار الموارد الوقفية وغيرها من الموضوعات المهمة المتعلقة بهذا الجانب. ودعا سماحته الله العلي القدير أن يُبارك في جهود القائمين على المؤتمر وأن يوفق المشاركين فيه للخروج ببحوث ونتائج تنفع المؤسسة الوقفية وتساهم في النهوض بها نحو الأفضل.