استضاف نادي الشرقية الأدبي الثقافي أمسية (السيميائيات وتحليل خطاب السرد) للدكتور الناقد عبد الفتاح أحمد يوسف، أستاذ اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب في جامعة الملك سعود بالرياض، في أمسية حضرها لفيف من المهتمين بالنقد الأدبي، تحدثت خلالها المحاضر حول خطاب العُزلة في رسالة ابن طُفيل بوصفه مسارًا دلاليًّا تُعبِّر عنه عملية تلفظيّة. وقد سلط الضيف خلال حديثه على موضوع العُزلة بوصفه فضاءً معرفيًّا يسبق فعل إنتاج الخطاب، إذ عد هذا الفضاء شرطًا من شروط إنتاجه، وبوصف الخطاب الذي استوعبها خطابًا حيًّا يبتكر أشكاله الخاصة، دون الاكتفاء بالاغتراف من كنز موضوع مسبقًا.. مردفا قوله: لذا يمكن دراسة هذا الخطاب بوصفه علامة رمزيّة على العُزلة، ويُمكننا كذلك، دراسة العُزلة داخل الخطاب بوصفها إشارة/ علامة ابستمولوجيّة على رغبة الذّات في إعادة اكتشاف المعرفة الإنسانية (تكون العلاقة بين الدال والمدلول، علاقة سببيّة ومنطقيّة). وأشار عبد الفتاح الى أن أهمية الدراسة السيميائية للخطاب تكمن في إضفاء معنى مختلف على العلامة في سياق معرفي، تحدّده فلسفة الخطاب (سياق ورود الخطاب سياق تلقي الخطاب) لأن العُزلة بوصفها فعلاً اجتماعيًّا داخل الخطاب، لا يمكن فهمه بمعزل عن تداخلاته في العلامات الاجتماعية، ورؤية العالم.. مستعرضا التساؤل حول جدوى المقاربات السيميائية في الكشف عن جوانب نوعيّة لموضوعات الخطاب السردي العربي القديم، التي وصفها بأنها تُعدّ إضافة إلى اكتشافات المقاربات المنهجيّة الأخرى، كما فككت العلامات الخطابية الفارقة في رسالة (حي بن يقظان) واعادت صياغتها في خطاب نقدي يكشف عن آفاقها المعرفيّة، ويناقش تحوّلات الذات وقدراتها على إنتاج خطاب معرفي عندما تقع أسيرة محنة العزلة. وختم عبدالفتاح حديثه في هذا السياق موضحا أن سيميائيات العُزلة في رسالة ابن طُفيل علامةً على أنموذج خطابي يستوعب قدرات الذّات المعرفيّة على اختراق الحدود الفاصلة لعدد من الثنائيات المعرفيّة مثل: النقل/ العقل، الانفصال/ الاتصال، الموت/ الحياة.. حيث تقوم الذّات بفعلها المعرفي في هذا الفضاء بما يمكّنها من العيش خارج إطار العُزلة.