ناشد أهالي الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الاسرائيلية سيئة الصيت، الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل في انهاء معاناة 4900 أسير محتجزين داخل السجون الاسرائيلية، بعد أن تجاهل طلبهم باستقبال وفد منهم، كما تجنب زيارة ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في رام الله خلال زيارته إليها المخميس الماضي، فيما وضع إكليلين من الزهور على قبر هرتزل مؤسس الصهيونية وقبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين. كما أن زيارته إلى بيت لحم لم تستغرق سوى 26 دقيقة. جاء ذلك في رسالة باسم «أهالي الأسرى في السجون الإسرائيلية» حملت عنوان «آن الأوان أن ينسحب السجان من حياتنا»، سلمها وزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع للرئيس الأميركي. وجاء في الرسالة: «نحن أهالي الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، نرحب بك في فلسطين، آملين أن تكون زيارتك لبلادنا المقدسة خطوة جديدة.. نحو ترسيخ أسس السلام العادل في المنطقة وإنهاء هذا الصراع الدامي الذي دفع شعبنا خلاله ثمنا غاليا وقاسيا.» وأضافوا «إن الأسرى وأهاليهم يتطلعون إلى زيارتك بروح مفعمة بالأمل والتوقعات العالية، حيث تحتل قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية مكاناً مهماً وأساسياً في وجدان المجتمع الفلسطيني، وأن الإفراج عن الأسرى هو مفتاح السلام الحقيقي وأحد استحقاقاته الأساسية الذي يعزز الأمل والقناعة لدى شعبنا بعملية سلام جدية وملموسة في المنطقة.» ومضت الرسالة تقول «لقد اعتقل من شعبنا ما يزيد على نصف مليون مواطن منذ العام 1967، ولا يزال يقبع في السجون الإسرائيلية ما يقارب 4900 أسير وأسيرة، منهم النساء والأطفال والنواب وكبار السن والمرضى والمعاقون والموظفون المدنيون والعسكريون والمعتقلون الإداريون ووزراء سابقون وقادة سياسيون، ويعيشون ظروفاً لا إنسانية، وتمارس بحقهم إجراءات تعسفية وتطبق عليهم قوانين عسكرية تنتهك أحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان.» وتابعت مخاطبة الرئيس الأميركي «نأسف لأن زيارتك تزامنت مع مقتل الأسير عرفات جرادات بسبب التعذيب في أقبية وسجون الاحتلال ومع استمرار إضراب الاسير سامر العيساوي منذ 241 يوما وحياته أصبحت مهددة بالموت في أي لحظة بسبب تردي وضعه الصحي، وفي أجواء مشحونة بالغضب الشعبي الفلسطيني والقلق نتيجة استمرار الانتهاكات في السجون وإعادة اعتقال الأسرى المحررين في صفقة شاليط دون لوائح اتهام ومحاكمة عادلة والخوف على حياة الأسرى المضربين... كلنا أمل ينتهي الإحساس من نفوسنا بتعميق الاحتلال حتى ضاقت بنا أرضنا وتحولنا إلى شعب في أقفاص، بسبب عدم وضوح الطريق إلى حريتنا واستقلالنا، وأن يصاحب زيارتك إرادة قرار سياسي بتطبيق مرجعيات السلام العادل في المنطقة القائم على حل الدولتين وإنهاء الاحتلال لشعبنا وأرضنا وأن يكون ذلك بإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين وعلى رأسهم المعتقلون ما قبل اتفاقيات أوسلو وعددهم 107 أسرى إضافة إلى النواب المنتخبين والإداريين والمرضى والأسرى الموظفين والنساء والأطفال وتنفيذ الاتفاق بين الرئيس الفلسطيني أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أولمرت بالإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني... ولقد آن الأوان أن ينسحب السجان من ساحتنا وتشفى ضحايانا من آلامها لتحيا من جديد، فلا حياة طبيعية مع الاحتلال وتحت الاحتلال، ولا حياة طبيعية أيضا مع النفس لمن يواصل الاحتلال، ويحتجز الآلاف من الأسرى في السجون والمعسكرات ويزرع العذابات في آلاف البيوت الفلسطينية.»