تكمن أهمية مباراة منتخبنا الوطني وإندونيسيا اليوم في الجولة الثانية من التصفيات التمهيدية للتأهل لنهائيات كأس آسيا في أستراليا في ثلاثة أمور رئيسة؛ الأول أنها بمثابة اختبار ل"الأخضر" الجديد – القديم، والثاني في كون النتيجة باحتمالاتها الثلاثة ستعكس ظلالها على اتحاد الكرة المنتخب برئاسة أحمد عيد؛ خصوصاً من الناحية الإعلامية، أما الثالث فسيكون في انعكاس النتيجة على الشارع الرياضي السعودي. أما كون المباراة اختباراً ل"الأخضر" فلأن الفوز الذي تحقق على الصين في الجولة الأولى في مدينة الدمام وإن كان مستحقاً عطفاً على المستوى الذي قدمه اللاعبون في تلك المباراة إلا أنه لم يكن ليشكل حكماً على استعادة المنتخب لعافيته، وهو الذي كان للتو قد غادر المنامة منتكساً في "خليجي 21". ذلك الفوز ودون مبالغة أو تثبيط إن كان قد عبر عن شيء فعن انتعاشة سرت في جسد اللاعبين على إثر التغييرات الإدارية والفنية التي طالت هيكل المنتخب العام، وبطبيعة الحال فإن أي تغييرات من هذا النوع تترك عادة أثراً إيجابياً خصوصاً في البداية، ولا يمكن أن تولد حكماً حقيقياً عند من يبنون أحكامهم على معطيات فنية صرفة لا وفق متغيرات نفسية طارئة، ولذلك فإن الفوز على إندونيسيا إذا ما اقترن بالمستوى، فحين ذلك لا يمكن القفز على نجاح عملية التغيير. أما كون نتيجة المباراة باحتمالاتها الثلاثة ستعكس ظلالها على اتحاد الكرة ورئيسه على وجه الخصوص؛ فلأن الاتحاد الجديد لم يدخل معركة المنتخب الفعلية مع الإعلام منذ أن تشكل في نهاية ديسمبر الماضي؛ إذ وعلى الرغم من سقوط "الأخضر" في "خليجي 21" إلا أن الإعلام السعودي تسامح مع الاتحاد الجديد حيث تعاطى مع تلك البطولة على أنها من بقايا العهد القديم؛ خصوصاً وأن الاتحاد المنتخب كان حديث التكوين؛ لكنه اليوم لن يكون كذلك، فالخسارة إن حدثت – لاسمح الله – فإن السهام ستترى من كل حدب وصوب ناحية أحمد عيد ولجنة المنتخبات الجديدة، ولن توفر المدرب الجديد الاسباني لوبيز كارو، بل ربما يفعل التعادل فعل الخسارة، أمام الفوز فإنه سيعطي الاتحاد ولجنة المنتخبات ورقة باعتماد الثقة للمرحلة المقبلة. أما كون النتيجة ستعكس ظلالها على الشارع الرياضي فذلك أمر طبيعي؛ فأنصار "الأخضر" منذ سنوات وهم لا يكادون يغادرون إخفاقاً إلا ليدخلوا في إخفاق جديد، وهو ما جعل طعم الإحباط لا يبرح حلوقهم، بيد أن ميزة المشجع السعودي أنه يتعاطى مع منتخب بلاده بنظام القطعة، فهو وإن تذمر وتبرم وقسى في بطولة، إلا أنه يعفو ويصفح ويتسامح في البطولة التي تليها، وكأن شيئاً لم يكن، ولذلك فهو يؤمل اليوم على انعطافة فعلية في مسيرة المنتخب في حال تحقق الفوز ما سيجعله يتناسى الاحباطات السابقة، أما إن كانت النتيجة خسارة أو حتى تعادلاً فإنها ستعيده لمتوالية القهر، وهو ما سيجعل العلاقة متوترة بينه وبين الاتحاد الجديد منذ بدايتها كما كانت مع الاتحادين السابقين.