يضع السعوديون أيديهم على قلوبهم وهو يترقبون بوجل مباراة منتخبهم مع نظيره التايلندي يوم غدٍ (الثلاثاء) ضمن مباريات الجولة الثالثة من التصفيات الثالثة المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل، وتأتي مخاوفهم بعد المستوى المخيب والنتائج المتواضعة التي خرج بهما "الأخضر" في مباراتيه في الجولتين الأولى والثانية. وتعادل المنتخب السعودي في مباراته الأولى مع المنتخب العماني في العاصمة مسقط سلبياً بعد مباراة لم ترق للمستوى المأمول من المنتخبين، بينما خسر مواجهته الثانية على أرضه وبين جماهيره في الدمام من المنتخب الاسترالي بنتيجة 3-1، وهي الخسارة التي زلزلت أركان المنتخب، وفتحت النار عليه إعلامياً وجماهيرياً. ويعيش المنتخب السعودي وضعاً لا يحسد عليه إذ تؤمل جماهيره في مشاركته بالتصفيات الحالية على التأهل لمونديال البرازيل لتعويض فشله في العبور لمونديال جنوب أفريقيا السابق، وهو الفشل الأول له في اللعب في التظاهرة الكروية الاولى في العالم بعدما تأهل لها في أربع دورات متتالية بدأت منذ العام 1994في الولاياتالمتحدة، وحتى العام 2006 في ألمانيا، بيد أنه مازال حتى اللحظة غير قادرٍ على استعادة وضعه الطبيعي منذ الصدمة التي عاشها في سبتمبر عام 2009 حينما ودع التصفيات على يد المنتخب البحريني في مباراة الإياب في الرياض ضمن الملحق الآسيوي حينما تعادلا بنتيجة 2-2 بعد أن كانت مواجهة الذهاب في المنامة قد انتهت بالتعادل السلبي. وزادت الأوضاع السعودية سوءاً في يناير الماضي حينما سجل أسوأ حضور له في كأس آسيا بخروجه من الدور الأول بعد ثلاث خسائر مذلة من منتخبات الأردن وسوريا واليابان، وكان خماسية اليابان النظيفة وحدها شاهد على ما حاق بالكرة السعودية في تلك البطولة، التي تسببت في بعثرة أوراق الاتحاد السعودي والمنتخب على السواء؛ إذ استقال على إثرها رئيس الاتحاد الأمير سلطان بن فهد من منصبه، في حين أعفي المدرب السعودي ناصر الجوهر وقبله المدرب البرتغالي خوزيه بيسيرو. وتزداد المخاوف في التصفيات الجارية باعتبار أن الاتحاد السعودي قام بجملة إصلاحات على الصعيدين الفني والإداري؛ بغية الخروج من النفق المظلم الذي دخله، وذلك بتعاقده مع المدرب الشهير الهولندي فرانك ريكارد، وتعيين جهاز إداري جديد بقيادة محمد المسحل كمدير للمنتخبات، وخالد المعجل كمدير للمنتخب، غير أن تلك التغييرات لم تأت نتائجها حتى الآن، بل على العكس فإن ردود الأفعال جاءت عنيفة على الجهازين بعد مباراتي عمان واستراليا. ويواجه المدرب ريكارد تحديداً حالة سخط شديدة على المستويين الجماهيري والإعلامي بعد سلسلة مواقف اعتبرها أنصار "الأخضر" أخطاء لا تغتفر؛ خصوصاً بعدما تراخى طويلاً في تسلم شؤون الإشراف على المنتخب رغم توقيعه للعقد؛ إذ ترك الأمر للمدرب البرازيلي روجيرو الذي تم التعاقد معه لتدريب منتخب الشباب، حيث خاض المنتخب تحت قيادته بطولة ودية في العاصمة الأردنية عمان، كما خاض معه مباراتي هونج كونج في التصفيات الثانية التي تأهل عبرهما لهذه المرحلة، وفضلاً عن ذلك فقد زادت الضغوطات على ريكارد بعد تجاهله اختيار لاعب الاتحاد محمد نور للتشكيلة التي خاض بها مباراتي عمان واستراليا؛ إذ يجمع المراقبون أن نور كان واحداً من أفضل لاعبي الموسم الماضي، عدا عن تألقه مع المنتخب في مباراتي هونج كونج. وتأتي مواجهة تايلند وسط كل تلك الظروف السلبية لتزيد العبء على المنتخب والمدرب ريكارد الذي خضع لسياسة الأمر الواقع في تحضيراته لهذه المواجهة حيث استدعى محمد نور، ولعب مباراة ودية هي الأولى له مع المنتخب، حينما واجه منتخب اندونيسيا في معسكره الذي يجريه حالياً في ماليزيا حيث انتهت المباراة بالتعادل السلبي، وهي النتيجة التي ضاعفت من القلق باتجاه المنتخب؛ خصوصاً بعد مستوى غير مقنع قدمه اللاعبون الذين تفننوا أيضاً في إضاعة الفرصة السهلة أمام المرمى الإندونيسي. وتبدو الأمور قبل مواجهة تايلند كلها في غير صالح "الأخضر"، ففضلاً عن دخوله للمباراة وهو لايزال يعاني من الجرح الغائر الذي خلفته مباراة استراليا، فإنه سيواجه فريقاً منتشياً على أرضه وبين جماهيره بعدما حقق فوزاً مهماً على نظيره العماني بثلاثة أهداف نظيفة في الجولة الثانية، فضلاً عن أن المنتخب السعودي سيحضر للمباراة قبل بدايتها بثلاث ساعات فقط، وذلك على إثر قرار اتخذه الاتحاد السعودي نتيجة لانقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو ما سيصب بالطبع فنياً ونفسياً في صالح الفريق الضيف. وكان ريكارد قد أكد في تصريح له بأنه يمر بمرحلة صعبة للغاية فنياً قبل مواجهة تايلند، معتبراً إياها واحدة من أصعب محطاته التدريبية. وشدد ريكارد بأن مواجهة تايلند تعتبر منعطفاً صعباً للمنتخب السعودي، مبدياً في الوقت نفسه سعادته بعودة نور لقيادة المنتخب، إذ تمنى أن يسهم مع زملائه في تعزيز قدرة المنتخب على تحقيق الفوز. ويعول أنصار المنتخب السعودي في المباراة على روح اللاعبين وإحساسهم بالمسؤولية الملاقاة على عاتقهم، وعلى احتمال أن يكون ريكارد قد عالج كثيراً من المشاكل الفنية خلال معسكر ماليزيا؛ لكنهم يدركون في ذات الوقت بأن لا مجال للخطأ في المباراة؛ إذ من الممكن أن يكلف ذلك منتخبهم النتيجة ما قد يجعله يدفع ضريبة قاسية بخسارة غالبية أسهمه في التصفيات ما يعني فقدانه لفرصة التأهل للمونديال للمرة الثانية على التوالي.