يعتبر برنامج (واتس آب) من البرامج الجديدة في شبكة التواصل الاجتماعي والتي انتشرت بين أفراد المجتمع وأصبح الغالبية يستخدمونها في عملية التواصل من خلال الأجهزة الهاتفية الذكية وبعض الأجهزة الأخرى، حيث يتيح للمستخدم تبادل الرسائل والبيانات دون دفع أي رسوم إذ يستخدم شبكة الإنترنت نفسها التي تستخدم للبريد الإلكتروني ولتصفح الشبكة ومن ثم فليس هناك أي تكاليف للتواصل من خلاله. وقد حقق البرنامج تفاعلاً كبيراً بين جميع الفئات وأصبح هذا البرنامج (واتس آب) الأكثر شيوعاً في جميع أنحاء العالم والأفضل والأسهل استخداماً بين جميع الفئات التي تستخدم الهواتف الذكية نتيجة للعديد من المميزات المعروفة للجميع. وفي مجتمعنا انتشر استخدام هذا البرنامج من خلال أجهزة الجوال الذكية والآيباد ومن جميع أفراد المجتمع وأصبح الشغل الشاغل والقاسم المشترك بين الجميع كبار وصغار وذكور وإناث شباب وفتيات، واستخدامات هذا البرنامج له إيجابيات وسلبيات وذلك لا يختلف عن أي برنامج آخر. ومن المميزات المهمة لاستخدام هذا البرنامج مجانيته بعدم دفع أي رسوم على استخدامه حيث يشترط فقط وجود شبكة إنترنت واتصاله بها، ومن المميزات المهمة كذلك سهولة الاستخدام وتوفره بالعديد من اللغات وإمكانية إرسال رسالة نصية أو لقطات مصورة تحتوي تسجيلات صوتية حيث وفر إمكانية التواصل كتابة أو بالصوت أو الفيديو حسب ما يرغب الشخص إضافة للعديد من المميزات غير الخافيه على الجميع، وعلى الرغم من المميزات العديدة فإن لاستخدامات هذا البرنامج بعض السلبيات خصوصاً في مجتمعنا. ومن أهم ذلك نشر الشائعات بين أفراد المجتمع وذلك لأن هناك البعض من ضعاف النفوس من مستخدمي هذا البرنامج يحاولون نشر بعض الإشاعات والأكاذيب بين أفراد المجتمع عن طريق مستخدمي هذا البرنامج حيث يقوم أحدهم بإرسال رسالة نصية أو صورة أو مقطع غير صحيحة أو محرفة لتحقيق بعض الأهداف المغرضة والبعض يحاول تشويه صورة الآخرين وسمعتهم، كذلك فإن هناك فئة تقوم باستخدامه في إرسال مواد أو لقطات غير أخلاقية ونشرها بين النشء وسهولة تناقلها دون رقيب، كذلك من السلبيات نشر بعض الرسائل المتعلقة بالدين والشرع والأحاديث النبوية عن المصطفى صلى الله عليه وسلم والفتاوى دون التأكد من مصداقيتها، كما انتشرت وللأسف الشديد ظاهرة نشر بعض النكت والتي تحمل بعض العبارات المسيئة للدين أو لبعض الفئات أو القبائل وهذا مما يسبب بعض الحساسية في المجتمع. كما أن من سلبياته أنه جعل الناس ينطوون على أنفسهم فتراهم في البيت أو في المجالس كل شخص مشغول بنفسه وجهازه وهذا سيترك اثراً سيئاً في التواصل بين الجميع في المستقبل. والمستعرض لمستخدمي هذا البرنامج يلاحظ أن هناك البعض ممن يرسل ما هب ودب وممن يرسل بعض الأمور المتعلقة بالدين والشرع دون انتقاء وكأنه يخاطب أناسا غير مسلمين والبعض متخصص في النكات واللقطات الطريفة، وقد استوقفني فئة ترسل من دون أن تقرأ أو تتأكد، وقد قمت بإجراء تجربة سهلة حيث أرسلت رسالة مع رابط لبعض صيد الحيوانات وكتبت مقالا للكاتب الفلاني وأرسلتها لبعض الأشخاص وبعد مقابلتهم سألت ما هو رأيكم في المقال وتعجبت من إشادة البعض بالمقال وأنه قام بإرساله لآخرين وهذا يؤكد أن هناك -وللأسف الشديد- من يقوم بإرسال ما يصل إليه دون التأكد من المضمون. إن برنامج (واتس آب) سلاح ذو حدين فهو من البرامج المهمة والسهلة ومن التقنيات التي ساعدت على التواصل بين فئات المجتمع وتبادل التهاني والمعلومات واللقطات المفيدة، ولكن علينا الحذر من تصديق ما يصل إلينا دون معرفة المصدر والتأكد منه كذلك البعد عن نشر الشائعات المغرضة والأخبار المغلوطة والتي تستهدف مجتمعنا المسلم ووحدتنا الوطنية، وكذلك البعد عن نشر وتبادل ما يخالف شرع الله وليعلم كل شخص أنه قبل كل شيء مسؤول أمام الله عن كل معلومة قام بإرسالها وسيحاسب عليها. والله من وراء القصد. *مستشار إعلامي بوزارة الثقافة والإعلام