أحدنا يحب أن يكون موظفاً في هذه الحياة.. وظيفة يعتقد أنها هي سر بقائه.. يفقد بفقدها كلّ شيء.. تسرق منه الحياة إحساسه بها.. بل تسرق نشاطه.. وحيويته.. وتسرق إحساسه بالوقت الذي يمضي.! الأيام تتقافز والدنيا تتغير.. كلّ ما حوله يشيخ ويكبر، فهل سيظل هو ذلك الغصن الفتيّ الأخضر؟! إحساسنا بالربيع جميل ومبهج، لكن الخريف حقيقة وليس مجرّد فصل في رواية خيالية.! كيف يكون تعاقب الايام والسنين عبئاً على روحك وعقلك.. لماذا تظل النهاية بعيدة طالما أنها حقيقة.. وما دامت حقيقة يعرفها كل الناس فلماذا تفاجئهم وكأنها محذوفة من حياتهم ؟! * * * هل تتخيلون حكاية أو رواية بلا نهاية؟! مشيت يوماً بين أوراق الخريف.. يومًا ما كانت هذه الأوراق خضراء فتية.. وكانت تميس بها الغصون.. ويداعبها النسيم.. ويقبلها قطر الندى.. ويلمع على خدها ضوء شمس النهار، وحينما يأتي المساء يزورها القمر.. لماذا تعيش النهاية من البداية ؟! بؤساء، هؤلاء الذين يستحضرون الشر قبل وقوعه.. وحالمون هائمون ساهمون، أولئك الذين ينامون في العسل والمهلبية، ولا يرقبون تعاقب الليل والنهار ورحلة الشمس والقمر.!! * * * أحبوا الربيع لكن.. لا تحذفوا بقية الفصول.. كل مرحلة في العمر لها طعمها.. ولونها.. وفوحها وبوحها، يا صاحبي.! * * * *آخر السطور: ".. ولاني بندمانٍ على كل ما فات أخذت من حلو الزمان ورَديّه.. هاذي حياتي عشتها كيف ما جات آخذ من ايامي واردّ العطية ".!