الحديث عن تطور فريق النصر منذ قدوم المدرب الأورجواني كارينو لم يتوقف حتى قبيل مواجهة الرد الحاسمة في ربع نهائي البطولة العربية أمام العربي الكويتي التي خسرها بمجموع أهداف المباراتين، وسط أداء سيئ ظهرت فيه تبعات الهزيمة من الهلال في نهائي كأس ولي العهد بركلات الحظ الترجيحية التي سبقتها بخمسة أيام، وكان بالإمكان اعتبار خسارة الكأس غير مؤثرة في ظل الحضور الذي فرضه الفريق بالتعادل القاتل والاحتكام لركلات لا بد أن ترجح طرفا على آخر، غير أن مواجهة الكويت ثم الوحدة في مكة وأخيرا الشباب التي خرجت بالتعادل السلبي مع أداء غير مقنع تؤكد أن النصر تخلى عن مكاسبه طوال الشهور الماضية على طريقة خسائر الأسهم، وغلبة اللون الأحمر على مستوياته ونتائجه ليعود إلى المركز الخامس الذي لا يتلاءم والإمكانات التي يمكلها اليوم، ولا العمل والجهد الذي تقدمه إدارته وجهازه الفني، وإذا كان النصر قد تمكن من تجاوز غياب لاعب أو اثنين في مباراة؛ فإن الوضع كان صعبا عليه في التعامل مع متغيرات عدة بإصابة وافتقاد أكثر من لاعب لأسباب مختلفة، وأظن أن للتراجع مسببات لا يمكن أن تحصر في أمر دون آخر؛ أهمها انخفاض مستويات أبرز النجوم، وخصوصا المصري حسني عبدربه، الذي أراه أهم الدعامات التي ساعدت على الحضور "الأصفر" طوال الموسم، ولم يكن لاعب الوسط البرازيلي رافائيل باستوس رغم زياراته المتواصلة للشباك حاضرا في وسط الفريق في المباريات الأخيرة، ويمثل وقوفه موقف المتفرج ضربات موجعة تمنح الخصم السيطرة مثلما شاهدناه أمام الهلال والوحدة وكذلك الشباب؛ على الرغم من أنه لاعب كبير وصفقة مدوية تمثل لإضافة للدوري السعودي وكان عدم توفيق المدرب كارينو في اختيار الطريقة المناسبة والعناصر وتوظيفها دور في الهزة العنيفة التي ظهرت، فالنجم باستوس لا يلعب في مركزه، رغم الحاجة لقدراته في الاستحواذ وصناعة اللعب، وعدم فقدان الكرة بسهولة، كما أنني غير مقتنع بالاعتماد على حسين عبدالغني وسطا أيسر وهو ما شاهدناه عليه أمام العربي، ومتى رأيته هناك أدركت أن الفوضى حلت بالفريق. وتبقى مشكلة الدفاع والأخطاء الفردية القاتلة قائمة رغم الاجتهادات، أمام الإدارة النصراوية فربما توقف عملها مع نهاية التجهيزات للفترة الشتوية، لكن إصابة المهاجم الإكوادوري جيمي أيوفي أما الرائد التي جاءت في وقت صعب، وهو الذي ثبت أقدامه، وبلغ درجة عالية من الانسجام مع زملائه قادها والجهاز الفني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالتعاقد مع بديل في وقت حساس وباشتراطات لا تساعد على جلب الأفضل، الأهم اليوم أن ينسى كارينو رحيل أيوفي، بعد أن جعله سبب تراجع أداء الفريق، ويعمل الأورجواني الذي يملك ثقة جماهيرية لم تهتز رغم الأخطاء على ترتيب الأوضاع في الفترة المقبلة وإخراج اللاعبين من حالة الإحباط التي عاشوها طوال الأسبوعين الماضيين، فالنصر يملك بقيادة كارينو وعبدالغني وحسني وباستوس وزملائهم ما يساعدهم على تقديم الأفضل.