أجاد مدرب الهلال الكرواتي زلاتكو، ولاعبوه التعامل جيدا مع مجريات المباراة النهائية لكأس ولي العهد أمام غريمهم التقليدي النصر أول من أمس، وسنحت لهم عدد من فرص التسجيل الخطرة التي أبطل مفعولها حارس مرمى النصر عبدالله العنزي الذي نال نجومية المباراة. وفي المقابل، لم يوفق مدرب النصر كارينيو في قراءة المباراة كما ينبغي، لذلك غابت الخطورة والفاعلية الهجومية اللتان كان الفريق يؤديهما بشكل مميز في اللقاءات السابقة، حتى أن تبديلاته لم تأت بجديد خلال الأشواط الأربعة، وهذا يدل على عدم قراءاته الجيدة لما قبل المباراة، وعدم تفاعل لاعبيه مع أحداثها، ما أدى لارتباكه أيضا خلال المباراة، وهذا الأمر جعله لا يستفيد من دكة البدلاء كما جرت العادة، حتى وإن كانت النهاية خسارة الفريق عن طريق ركلات الترجيح. الحذر والنوايا الهجومية ساهم الحذر والتخوف اللذان وضحا على لاعبي الفريقين في أن تنحصر تمريراتهم في وسط الملعب، إلا ما ندر في كرات جانبية لم يكتب لها النجاح في ظل تفوق عمق الدفاع في النصر والهلال. وبالغ لاعبو الفريقين في بناء الهجمات عن طريق الكرات البينية القصيرة، التي تساعد المنافس على العودة والتكتل دفاعيا لإبطال أية نية للوصول لمرماهم، وهذا كان له الدور الأكبر في تعطيل الخطورة الحقيقية على المرميين طيلة ال120 دقيقة زمن المباراة. زالاتكو أجاد التوليفة نجح زلاتكو في فرض أسلوبه من أول دقائق المباراة، حينما استعان بخماسي في وسط الملعب تكون من القرني والفرج والشلهوب والشهري إضافة لويسلي، قابله مدرب النصر بخماسي أيضا هم غالب وباستوس والزيلعي وفتيني وحسني، إلا أن تنظيم خماسي النصر لم يكن بالصورة التي تضمن له مقاومة وسط الهلال المنظم، والمنسجم بدرجة كبيرة، ورغم هذا التنظيم الهلالي، إلا أنه غالبا ما اصطدم بتنظيم دفاعي نصراوي، نتيجة تراجع ويسلي كثيرا لمنطقة وسط الملعب تاركا ياسر القحطاني وحيدا دون مساندة وهو يواجه محمد حسين وعمر هوساوي، وهذا الأمر عانى منه محمد السهلاوي، الذي افتقد مساعدة باستوس والزيلعي كثيرا، خصوصا وهو يقع بين كماشتي المرشدي وأوزيا. العنزي يبقي النصر رغم الهجمات القليلة على مرمى النصر، إلا أنها كانت في غاية الخطورة، حيث أبدع عبدالله العنزي في التصدي لها بتركيزه العالي، وتعامله الجيد، وبالذات مع رأسية أوزيا وتصويبة ويسلي من مسافة قريبة جدا، خلاف بعض التصويبات والكرات العرضية التي تصدى لها ببراعة، ما أسهم في بقاء حظوظ النصر قائمة لأكبر وقت، وفي الجهة المقابلة لم يجد حارس الهلال السديري الصعوبة التي قابلها عنزي النصر، إلا أنه ظل حاضرا طوال المباراة ولعب بتركيز عال. الشهراني أربعة في واحد أجاد زلاتكو استغلال القدرات المهارية والفردية للاعب ياسر الشهراني في المباراة، وهذا ما جعله يعتمد عليه في 4 مراكز في المباراة، بداية من وضعه في الوسط الأيمن للضغط على حسين عبدالغني، ومن ثم الانتقال لجهة الوسط الأيسر للضغط على الظهير الأيمن النصراوي شايع شراحيلي، الذي أجاد كثيرا التوغل من أطراف ملعب الهلال، ووصل في كرات عدة لمناطق الخطر الهلالية، كما وصلت الاستفادة من الشهراني في أن يتمركز ظهيرا أيمن بعد خروج سلطان البيشي، ومن بعدها الانتقال للظهير الأيسر لسد خروج عبدالله الزوري "مصابا" مع الأشواط الإضافية، وإذا تواجد لاعب يجيد أداء عدد من الأدوار كان أحد الحلول الرئيسة في يد مدرب الهلال. لا جديد في تبديلات النصر رغم محاولات كارينيو الاستفادة من التبديلات الثلاثة له خلال هذه المباراة، إلا أنها لم تأت بجديد سواء في دخول عبده عطيف، أو المحترف اليوناني خاريستياس، أو دخول حسن الراهب على حساب البديل عبده عطيف، فوضعية الفريق قبل هذه التبديلات لم تكن مثالية حتى تعطي التبديلات جدواها في رفع الرتم والأداء، وظل الفريق يجتهد كثيرا في بناء الهجمات، وهو ما حدث في هدف التعديل من رأسية الراهب. وعلى عكس مدرب النصر كان مدرب الهلال أكثر جرأة وهو يستعين بسالم الدوسري والعابد على حساب البيشي وويسلي، وهذان التبديلان كان لهما تأثير إيجابي في تنشيط منطقة المناورة، إضافة لتفعيل أطراف الملعب بصورة أكبر، نتجت عنه ركلة جزاء للعابد مع الدقائق الأخيرة من الأشواط الإضافية، وقد يكون التبديل الثالث إجباريا مع إصابة الزوري ودخول محمد مسعد. ركلات الترجيح تبتسم وفي ركلات الجزاء الترجيحية التي تعتمد على التركيز والتوفيق، كان الهلال صاحب الحظ من خلال إضاعة محترفي النصر حسني عبدربه وخاريستياس ركلتي جزاء، وفي الطرف الآخر أضاع محمد مسعد ركلة للهلال، فيما أتقن ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب والبرازيلي أوزيا ونواف العابد تسديد 4 ركلات كانت كفيلة بتتويج الهلال بطلا.