شارك في الدورة الثالثة للجائزة العالمية للأديب السوداني الراحل الطيب صالح للإبداع الكتابي 455 مشاركاً من مختلف بقاع الوطن العربي بمنجزاتهم الإبداعية سواءً كانت في مجال النقد الأدبي أو القصة القصيرة أو الرواية للمنافسة في المسابقة؛ نظراً لما تحمله هذه الجائزة من رمزية مهمة وتقدير لشخصية من أبرز الشخصيات الأدبية في تاريخ الإبداع العربي السردي. ويرى المشرفون على الجائزة والتي مرّ على انعقادها ثلاثة أعوام أن هذه المسابقة تعتبر محفلاً أدبياً مهماً يتجه إلى العالمية ويقدّر الشخصيات العربية التي تركت أثراً مهماً على الأجيال الشابة الصاعدة والتي تتخذ من القراءة الفنية مادة أساسية في حياتها وأن هذه المسابقة تعتبر مسرحاً إبداعياً جديداً تمتزج فيه الأفكار والكتابات الأدبية التي أنتجها المبدعون المغمورون. يشير الكاتب الفلسطيني رشاد أبو شاور إلى أن المسابقة بما أنها قد فتحت أبوابها لكافة الأعمار والأطياف؛فإن ذلك يعتبر جزءاً مهماً يحققه هذا المحفل الأدبي ورؤية متفردة. وقد حصل كتّاب السودان والمغرب العربي على الجزء الأكبر من جوائز المسابقة حيث احتلوا على المراكز الثلاثة الأولى، وقد أتى في المركز الأول في مجال الرواية الجزائري إسماعيل بيرير عن روايته"وصية المعتوه" والتي اتخذت من حي يقع بين ثلاثة مقابر متنوعة الديانات موضوعاً لها، أما عن المركز الثاني فقد ناله الروائي محمد عز الدين التازي عن عمله"يوم آخر فوق الأرض"، بينما حصل على المركز الثالث الكاتب السوداني عبدالكريم إسحق جلاب عن روايته"أشياء من بقايا أبي". وعن المشاركين في المسابقة في دورتها الثالثة فقد شملت مجموعة من الأسماء المهمة هم: الدكتور إبراهيم من العراق، والناقد محمد عبدالملك من مصر، والروائي رشاد أبو شاور من فلسطين، والناقد والروائي نبيل سليمان من سوريا، بالإضافة إلى عدد من الكتّاب في المجال الإبداعي من السودان من بينهم الدبلوماسي منصور خالد والروائي إبراهيم إسحاق، وفي مجال القصة القصيرة فقد حصد العراقي محمد كاظم المركز الأول عن مجموعته القصصية والتي تحمل"وطن عيار67.2ملم"،بينما حصل على المركز الثاني السوداني محمد سليمان الفكي الشاذلي عن مجموعته القصصية "طبيعة غير صامتة"، أما المركز الثالث فقد كان من نصيب هاني حجاج عن مجموعته القصصية مدينة العميان". وفي سياق الأعمال النقدية فقد احتل المركز الأول الكاتب المصري محمد عبدالباسط عن عمله النقدي الذي تناول المظاهر التراثية في الرواية العربية المعاصر، وحاز الناقد المغربي إبراهيم الحجري المركز الثاني لدراسته المتناولة قضايا سردية في التراث العربي متخذاً من الرحلة نموذجاً للدراسة. كما أن الاسماء النسائية فلم تكن غائبة عن الجوائز والمراكز الأولى فقد حصلت المغربية سعيدة محمد ميمون على المركز الثالث عن دراستها النقدية"الرواية العربية بين التراث وأنساق التحديث". الجدير بالذكر أن الجائزة كما عبر عنها المشرفون ماهي إلا امتداد لروايات وقصص الأديب السوداني الراحل الطيب صالح والتي تعتبر شخصية مهمة ورمزية أعادت اكتشاف طرق كتابية جديدة معبرةً باستخدام تلك التقنيات الإبداعية والطرق الجديدة عن قضايا الأمة وهويتها وأحلامها وأحزانها.