في أواخر الثمانينات تعرفت على الصديق النبيل خالد اليوسف في نادي القصة السعودي كنت أذهل من جلد هذا الإنسان على العمل في جمع كل ما يكتب في الصحف، أو ينشر في المجاميع القصصية كان نادي القصة وقتها غرفة واحدة، تحتوي على دواليب جمع فيها خالد اليوسف القصص التي تنشر في الصحف والمجلات بمتابعة دقيقة وإصرار، كنت أعجب من نشاط هذا الرجل وصبره. العمل الإرشيفي في مجتمعنا الثقافي شبه معدوم، وكان خالد هو الوحيد في الرياض على أقل تقدير وحسب علمي المرجع لكل الباحثين والدارسين للقصة، ولا يوجد باحث في القصة القصيرة السعودية سواء في المملكة أو خارجها إلا واتصل بخالد اليوسف يطلب عونه وارشاده، إن نوع خالد اليوسف بعطائه المتواصل والخدمي يكاد أن يكون نادرا، فالرجل لم يبخل بأي معلومة تنفع الباحثين والمبدعين، كما أنه لم يدخل قناعاته الإبداعية في تبني القصاص، وابداعاتهم فخدمة الحركة الإبداعية هي همه الأول، وابراز اسمائهم بشكل محايد، وشريف، هو مسلكه بصمت من غير منِّة، ولا ضرر، إن خالد اليوسف هو الذي كان يتابع ويطالب ويطرق الأبواب من أجل أن تطبع مجموعة قصصية في الزمن الذي لم يكن هناك من يطبع في دور النشر التجارية الا نادراً وقبل طفرة النشر الحالي كان خالد اليوسف هو الذي يطالب المسؤولين عنه بطباعة مجموعة قصصية ودفع المكافأة للمؤلفين، وحين تصدر يخبرك خالد بفرح أن مجموعة فلان صدرت ويعطيك منها نسخة، ونسخ يهديها للصحف من أجل الكتابة عنها بحب وأريحية، وكأنها مجموعته أصدر خالد اليوسف عن طريق نادي القصة سلسلة أذرع الواحات المشمسة ونشر فيها لشيوخ كتاب فن القصة ،مشهورون وأسماؤهم ملء السمع والبصر، ونشر فيها لشباب واعدين، في هذا الفن وتنبأ لهم خالد بالبروز في هذا الفن لم يبخل على احد ولم يمارس عليهم دور الأستاذ بل احتواهم بكل حب وتقدير وفوق هذا فالبوبغرافيات التي ألفها خالد اليوسف خدمت الباحثين خدمة لا يشعر بها إلا من يكتب في هذا المجال وهذا الفن فنقاد القصة ودارسوها لابد أن يطلعوا على الكتب التي اتحفنا بها النبيل خالد اليوسف.