بعد أربعة أيام تذكر أدبي الرياض مساء أمس الأول مناسبة يوم القصة العالمي الذي يصادف يوم 14 فبراير، فدعا على عجل القاصين خالد اليوسف وعبدالحفيظ الشمري، والدكتور أحمد صبرة، وتأخر انعقاد الأمسية عن موعدها المحدد ما يزيد على نصف ساعة في انتظار تذكر بعض المهتمين الموعد وحضورهم للفعالية التي لم يزد عدد الحضور فيها بعد هذا الانتظار على 11 شخصاً من بينهم محرر الجريدة، وموظفو النادي الإداريون. ولعل هذا ما جعل الدكتور أحمد صبرة يقول إن المشهد القصصي يشهد تراجعاً لعدم وجود جمهور كالرواية، مؤكداً أن الكُتَّاب الروائيين هم «الحالات الإبداعية الأهم» في العالم، مستشهداً بجائزة نوبل للآداب، التي تذهب أغلبها إلى كُتَّاب الرواية. مضيفاً «جميع وسائل الاتصال والمعلومات الحديثة تعد بيئة خصبة لانتشار وكتابة القصة، إلا أننا نجد الرواية تتقدم سواء على الصعيد المحلي أو في بقية أنحاء العالم». وأشار صبرة إلى أن التراجع له أسباب بنيوية في القصة نفسها، وأن الأدوات النقدية لم تتعامل مع القصة القصيرة بشكل جيد. مؤكداً فشل تطبيق آليات التحليل الروائي على القصة القصيرة التي عرفها ب»اجتزاء لمشهد إنساني». فيما خالفه عبدالحفيظ الشمري الذي نفى وجود هذا التراجع، مؤكداً أنها ثابتة «وباقية ولا خوف عليها»، مشيراً إلى أنها بنت نفسها بنفسها، وأنها تجربة خاصة لا يمكن أن يتفضل عليها أحد، مضيفاً «مَنْ لا يتقن القصة القصيرة لا يتقن الرواية». واتهم الشمري الكتابات النسائية بإفساد العمل القصصي، حيث قال «الخاطرة للأسف أفسدت العمل القصصي، كثير من الكتابات النسائية تدخل في الخاطرة وتحولها إلى قصة». كما أشار إلى أن الملاحق الأدبية في الصحف المحلية في فترات سابقة كانت تحارب القصة، وينظر إليها بأنها «نبتة ظل» للشعر، من قبل رؤساء تلك الملاحق. ووصف الشمري القصة بأنها «فن نقي، إذ إننا لم نشاهد أحداً يتوسل بالقصة، كما هو الشعر ومسابقاته المعروفة». فيما اشتكى خالد اليوسف من عدم وجود ملتقيات للقصة في الأندية الأدبية والجامعات كما هو الشعر والرواية، وقال «للأسف الشديد لم تحظ القصة بأسبوع ثقافي أو مهرجان أو ملتقى»، مؤكداً وجود حراك كبير لإصدار المجموعات القصصية خلال العامين الماضيين. وأشار إلى وجود أسماء جديدة أصدرت مجموعات قصصية، وتوجه عدد من الأندية الأدبية إلى إصدار المجموعات، إذ تصدر نادي الباحة الأدبي الأندية بإصداره تسع مجموعات قصصية يليه الطائف بأربع مجموعات، مطالباً الأندية بإعطائها المزيد من الاهتمام. واعترف اليوسف بوجود تراجع للإصدارات النقدية، وللإصدارات التي تدرس القصة القصيرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية.