حين تشعر بالكسل والملل وعدم التفاعل مع شيء؛ فما من حدث يسعدك وما من حدث يحزنك حين تشعر بتبلد المشاعر واللامبالاة.. حين تتثاقل الأعمال مهما كانت بسيطة وتستصعب حتى الابتسام.. حين تجلس شارداً في أمسك أو غدك؛ محروماً الاستمتاع باللحظة.. حين تشعر بالضعف النفسي والجسدي فاعلم أنك تعاني من هدر الطاقة.. هل تعلم ماذا يعني هدر الطاقة؟ إنه شيء يشبه النزف الدموي حماك الله من كل شر. إلا أنك لا تراه بعينك لأن الطاقة مادة تشبه الهواء فلا تراها ولا تلمسها بأصابعك وانما جميع حواسك تؤكد وجودها. هل ترى موجات صوتك وهي تصل إلى اذن المتلقي؟ هل تشاهد اشعة أو ذبذبات "الريموت كنترول" وأنت تغير قنوات التلفاز؟ كيف تصل كل تلك الموجات إلى هدفها دون ان تراها؟ هكذا هي الطاقة؛ نرى آثارها ولا نستطيع مشاهدتها. دعنا نعود إلى موضوع هدر الطاقة. هذا الهدر يعني أن هناك ما يشبه الشق في الهالة ومن هذا الشق او الجرح تتصبب طاقتك للخارج مسببة نقصاً داخلك يشبه فقر الدم الذي يصيبنا في حالة نقص ذلك السائل الهام الذي يجري في عروقنا. ولكن ما معنى الهالة؟ إنها الجسم الاثيري الذي يشبه النور المحيط بجسد كل كائن حي ويلازمه حتى مماته والدلالة عليها تأتي عبر أجهزة تصور لك ذلك الجسم الاثيري الذي يحيط بجسدك وهو سبع طبقات تتشكل ألوانها حسب حالتك الصحية والنفسية. ماذا عن هدر الطاقة؟ إن ذلك الهدر يعود إلى عدة أمور أولها وأهمها اسباب روحية وهي المتعلقة بالعبادة وعلاقتك بالله وهذا لا يعني فقط العبادات من صلاة وحج وزكاة وصيام فقط.. وإنما كل ماله صلة بالإيمان بالله من قول باللسان وإقرار بالقلب وعمل بالجوارح. وتشكل نسبة هذا السبب الروحي بشكل خاص وهو كما ذكرنا ما يتعلق بتصرفات وأقوال ويقين داخل القلب يشهد بحب الله.. يشكل نسبة 97% من طاقة الانسان. أما الأسباب الأخرى لهدر الطاقة فهي المتعلقة بالأمور المادية من مأكل ومشرب ومسكن وغيرها من الملذات الملموسة المحسوسة فهي تمثل نسبة 3% فقط بمعنى أن أساس طاقة الانسان وقوتها يعتمدان بالدرجة الأولى على علاقته بربه، انظر على سبيل المثال لأولئك الأشخاص الذين يحبون الأعمال التطوعية ألا تراهم أكثر الناس طاقة؟؟ بمعنى (نشاط وإيجابية ونجاح)؟ أليس خدمة عباد الله ومنفعتهم من شؤون الإيمان بالله؟ أليس من أحب الناس إلى الله أكثرهم نفعاً لعباده عز وجل؟ وقس على ذلك بقية الأمور المتعلقة بالتغذية الروحية والتي تعني الإيمان بالله بالفعل والعمل من صيام وصدقات وقراءة للقرآن وصلاة ودعاء وغيرها من الأمور التي تربط المصالح الدنيوية بحسنات الآخرة.. في المقال القادم دعوني أحدثكم عن المزيد من أسباب هدر الطاقة ونضع يدنا على أسرع الحلول للشفاء أو الوقاية منها.