يظن كثير من أصحاب المشاريع والشركات أن السعادة مصدرها الوحيد هو المال ، وعبثاً يحاول من يبحث عن السعادة بالمال والمنصب والجاه ، والسبب الذي لايدركه هوامير الاسواق أن السعادة إنما هي شعور مصدره أعماق الإنسان، يظهر من داخل الانسان عندما يتناغم الجسد والعقل والروح. تتشكل السعادة من مثلث متطابق الأضلاع ، كل ضلع يمثل قوة دافعة مختلفة ؛ وهي الجسد والعقل والروح ، فقوة الجسد تدفع المرء إلى الغرائز بأنواعها والتملك والارادة ، وقوة العقل تدفعه لحب الابتكار والقناعة والثقة ، وقوة الروح تدفع للايمان والرحمة والتأمل والحب. عندما يكون هذا المثلث الافتراضي متوازن القوى ، ويدور بسرعة منتظمة فإنه سيبدو كدائرة ، وكلما زادت هذه القوى اتسعت الدائرة وبالتالى فإن صاحبها سيتحلى بدوافع إنسانية رائعة تقوده الى سلوكيات أروع تجلب له السعادة. ومثلث السلوك هذا ؛ الذي يعتبر مصدر السعادة ؛ له ثلاثة أضلاع أيضا ، فالضلع الأول يشكل قوة السلوك الجسدي الذي يحرك الاعتدال والتواصل والمخاطرة ، ويشكل الضلع الثاني القوى العقلية التي تحرك الانفتاح والعطاء والتعلم والتجديد ، وأخيرا فان ضلع الروح الثالث يحرك سلوك الطاقة الروحانية والعدل والكرم والابتهاج. من خلال دوران مثلثي الدوافع والسلوك بسرعة ثابتة وباتجاهين مختلفين ، فانه ستتشكل اسطوانتان إحداهما داخل الأخرى ، فدوران مثلث الدوافع ( الداخلي ) الذي يدور بعكس عقارب الساعة يشكل اسطوانة متجهة للأسفل ؛ كما هي جذور الشجرة ، بينما تتجه اسطوانة السلوك للأعلى ؛ كما هي أغصان الشجرة ، فكلما كانت الجذور ( الدوافع ) عميقة كلما أصبحت الأغصان (السلوكيات) سامية. إن العلاقة بين هاتين الإسطوانتين تحدد مستوى السعادة عند الانسان ... ولبيان ذلك أكثر ؛ نفترض أن هاتين الاسطوانتين الطيفيتين تتمحوران حول العصب الشوكي ، ومجال حركتهما بين الرأس وبين عجب الذنب ، ونتيجة لدورانهما بسرعتين ثابتتين وبإتجاه معاكس ، فإنه ستتولد موجات كهرومغناطيسية بين الاسطوانتين ، بالإضافة أيضا للقوة الكهرومغناطيسية التي تتولد في العصب الشوكي الموجود داخل العمود الفقري نتيجة دوران الاسطوانتين حوله. إن هذا يعني أن العمود الفقري في الظهر يحتوي على المسار الأساسي للطاقة في جسم الإنسان ، ولذا فإن الموجات الكهرومغناطيسية التي تخرج من أعلى الرأس وتحيط بالإنسان لتدخل في جسمه من أسفل العصب الشوكي ، تتمثل في ثلاثة أنواع من الهالات : هالة الجسم والعقل والروح. فهالة الجسم هي الطبقة الأولى تحمي الجسم من كثير من المؤثرات البيولوجية ، وتليها هالة العقل وهي تحمي النظام المعلوماتي للإنسان من الاختراق الخارجي والعبث ، وهي غالباً ما يستفاد منها في تحليل حالة الانسان النفسية والعقلية ومدى ذكائه ومهاراته ، وأخيرا هالة الروح وهي أكثر الهالات توهجا ووضوحا كالسراج المنير ، وهي مركز الدفاع الأول لحماية الإنسان من الجن والشياطين ومؤثرات الطاقة العدائية كالسحر والحسد. ان هذه الأطياف الثلاثة مرتبطة بالموجات الكهرومغناطيسية المتولدة من اسطوانتي السلوك والدوافع حول العصب الشوكي ، ومع ذلك فإن الإنسان ليس معزولا عن العالم الخارجي ، فهو مرتبط بنظام كوني ، وتسري به طاقة عظيمة مصدرها الكون والكواكب ، والروح مرتبطة بالشبكة العظمى التي تربط كافة المخلوقات بالخالق القائل جل جلاله ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) بقي أن نتساءل ، هل ستكون أجهزة قياس الهالة وصورة أشعتها هي ما سيعتمد عليه الطبيب في المستقبل لتشخيص أي حالة ، هذا ما ستجده ممتعا في حديث استاذ الهندسة النووية الدكتور توفيق القصير في كتابه الممتع ( فن الاستمتاع ) ، والذي ما إن انتهيت منه الا وأحسست بوهج سعادة يقودني لأسطر هذا المقال.