الهلال ليس بحاجة إلى عبارة "مبروك" التي يتم تداولها تجاه الفائز في كل محفل رياضي حتى أصبحت بعض الجماهير الزرقاء لاتلقي لها بالاً، بل تعتبرها حقا مكتسبا لهذا النادي الذي بلغ من العمر 57 عاما توشح خلالها ب54 بطولة مابين محلية وخليجية وعربية وآسيوية كانت نتاجاً طبيعياً للتأسيس الصحيح والأجيال المتعاقبة التي تربت على رفع الكؤوس ونيل البطولات والظفر بالأوسمة والتفرد بالألقاب وحصد الجوائز والبقاء دائما وسط دائرة الأفراح بفضل من الله ثم بجهود رجال ونجوم واصلوا مسيرة الارتقاء والرقي والعمل على نهضة ناديهم وتوسيع الفارق بينه وبين المنافسين من دون أن يلتفوا إلى الوراء وينشغلوا بالآخرين ويتوفقوا لدى بعض العثرات، انما بحاجة ماسة الى مثل تلك الالتفافة الشرفية والادارية قبل نهائي كأس ولي العهد فأي نادٍ يفقد التلاحم والتعاون والتفاهم والثقة المتبادلة وقبل ذلك الحب للكيان ستتهيه خطواته وتكثر هفواته التي إذا ما استمرت ستتبعها العثرات ومن ثم الاخفاقات. اكثر من هلالي يرى ان تلك الوقفة الشرفية مهمة كأهمية الانجازات وقيمتها لأنها تعزز من الثقة وترابط الصف والدفع نحو تجاوز اي عقبة، وهذا ما أدركته هيئة اعضاء الشرف بقيادة الامير بندر بن محمد ودعم بقية الشرفيين والادارة برئاسة الامير عبدالرحمن بن مساعد بعدما كاد ان يضعف الدور الشرفي وتتسع مسافة التباعد لذلك كان العمل والروح المعنوية واستمرار الفريق بطلا امام منافسة النصر في مستوى هذا الوقفة التي تحسب للشرفي والرئيس الذهبي وكذلك للإدارة التي يأمل كل محب للكيان ان تكون قد استفادت من جميع الدورس الماضية على مختلف المستويات ومن ثم تقديم فريق مختلف يعزز الفوز بكأس ولي العهد بظهور شخصية جديدة وهيبة لا تهتز في المرحلة المقبلة التي سيتخللها مشوار صعب والبحث عن اهداف اكبر تتمثل في عودته الى المنافسة في البطولات الآسيوية امام العين الاماراتي بعد غد (الاربعاء). هذه المواجهة مهمة للغاية الامر الذي يعني انتشال اللاعبين من نشوة الفرح الكبير بعد الفوز بكأس ولي العهد للمرة السادسة على التوالي وهو انجاز لم يسبق اليه اي فريق سعودي وادخالهم اجواء المنافسات من جديد والعودة من ملعب القطارة بنتيجة ايجابية تظهر لمسات الجهاز الفني بقيادة الكرواتي زلاتكو وتفاعل اللاعبين مع اسلوبه وخطته، اما الاستسلام للتخدير الاعلامي والفرح الكبير فسيؤثر على اداء الفريق وتقدم خدمة للفريق الاماراتي وتلك مسؤولية الادارة اولا في التحضير الجيد والمدرب في وضع الخطة واللاعبين في التحرر من الاشادات المستحقة التي انهالت عليهم واذا ما تعاملوا معها بعقلية احترافية وادراك لقيمة الخصم والبطولة فحتما سيكون للهلال كلمة ايجابية. شجاعة إدارة النصر قلناها سابقا ونكررها الآن ان وجود الادارة الحالية كان بمثابة الانقاذ والتطوير للفريق النصراوي فهي على الرغم من الانتقادات الحادة والهجوم ضدها من بعض الشرفيين والاقلام والجماهير التي تنتمي للنصر خلال الفترة الماضية الا انها مضت الى الامام بشجاعة كبيرة وثقة لا حدود لها، ومن مصلحة "فارس نجد" ان تستمر هذه الادارة بقيادة الامير فيصل بن تركي لمواصلة مرحلة البناء التي اثمرت عن تأهل الفريق الى نهائي كأس ولي العهد وتقدم مستوى كبير منح انصاره الثقة على الرغم من الخسارة.