انطلقت في الضفة الغربية وقطاع غزة أمس مسيرات شعبية غاضبة، تنديداً بجريمة قتل الأسير عرفات جرادات من مدينة الخليل على أيدي السجان الإسرائيلي في أقبية التحقيق بسجن مجدو سيئ الصيت، فيما أعلنت الحركة الأسيرة في المعتقلات الإسرائيلية كافة، الإضراب عن الطعام أمس احتجاجاً على جريمة قتل الأسير جرادات، ما دفع برئيس حكومة الاحتلال أن يوجه "رسالة حاسمة" للسلطة الفلسطينية يطالبها فيه بالتحرك لتهدئة الموقف على مناطقها. واشترك في المسيرات عدد من الفصائل الإسلامية والوطنية على رأسها حركة "فتح" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي". وطالب المتظاهرون بضرورة وضع حد لممارسات الاحتلال بحق الأسرى وإنهاء معاناتهم وخاصة المُضربين منهم. وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سامي أبو زهري "أن حركته ستظل "على العهد حتى تحرير آخر أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي". وأوضح أبو زهري خلال مؤتمر صحافي ضم عدداً من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية في مدينة غزة أن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال يجب أن تنتهي، مشدداً على أن حركته لن يهدأ لها بال حتى إطلاق سراح الأسرى. ومن جانبه، أكد الشيخ خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الانتفاضة الثالثة وشيكة، ولكنها ستقلع الاحتلال "الإسرائيلي" هذه المرة، إسناداً للأسرى القابعين في سجون الاحتلال. وشدد الشيخ حبيب، على أن اغتيال جرادات يضع العالم كله على المحك، كما يعتبر محل اختبار للأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية. وفي الجانب الإسرائيلي، طلب مبعوث رئيس جكومة دولة الإحتلال بنيامين نتنياهو من السلطة الفلسطينية تهدئة موجة التظاهرات الفلسطينية. وأشار بيان رسمي إلى أن نتنياهو أمر بتحويل الرسوم الضريبية لشهر كانون الثاني/يناير التي تجمعها اسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية بعد أن احتجزتها. وبحسب البيان فان "اسرائيل قدمت طلباً واضحاً الى السلطة الفلسطينية بتهدئة أراضيها" عبر مبعوث نتنياهو الخاص اسحق مولخو. الى ذلك، اصدر رئيس اركان جيش الاحتلال بيني غانتس تعليماته الى قادة الجيش باستكمال كافة الاستعدادات الضرورية تحسبا لاستمرار "اعمال الشغب" التي يقوم بها فلسطينيون وتدهور الاوضاع أمنياً في الضفة الغربية. وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس ان كبار ضباط الجيش سيشاركون هذا الاسبوع في اجتماع خاص لدراسة كافة السيناريوهات المحتملة في الضفة الغربية والخطط التي اعدت للتعامل معها. ونقلت الصحيفة أن مصادر امنية اسرائيلية قولها ان السلطة الفلسطينية لن تسمح بتصعيد الموقف قبل زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما المقررة لفلسطين المحتلة الشهر المقبل.