«الجيش الإسرائيلي يتأهب لانتفاضة ثالثة»، و «استعدادات لاندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية»، و «تأهب لأعمال شغب»، بهذه العناوين صدرت الصحف العبرية أمس، وبسيل من التحليلات صبت كلها في الاتجاه ذاته وبأن الوضع في الضفة الغربية على شفا انفجار، وانه لن يكون في مقدور السلطة الفلسطينية السيطرة على النيران. وطلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو من موفده الخاص إلى السلطة الفلسطينية إسحق مولخو تبليغ الفلسطينيين «رسالة واضحة» يطالبها فيها بالعمل على تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية وإعادة الهدوء إليها. إلى ذلك، أبلغ مولخو مسؤولي السلطة قرار نتانياهو مواصلة تحويل العائدات الضريبية الشهرية المستحقة للسلطة عن الشهر الماضي لتمكينها من دفع رواتب موظفيها. وذكرت تقارير صحافية أن قيادة الجيش تجري منذ مساء السبت مشاورات متواصلة حول التطورات في أنحاء الضفة، وأنه تم تكثيفها في أعقاب وفاة الأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية عرفات جرادات. وأضافت أن رئيس الأركان الجنرال بيني غانتس أصدر تعليماته للجيش باستكمال الاستعدادات «ليكون متأهباً لتطورات أكثر خطراً». كذلك يعقد الجيش مؤتمراً خاصاً خلال هذا الأسبوع للغرض ذاته. ورأى المعلق العسكري في «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان، أن المؤتمر سيبحث استكمال استعدادات لمواجهة انتفاضة ثالثة. وحذر وزير الدفاع السابق النائب العمالي بنيامين بن أليعازر من أن «المنطقة موجودة على حافة اندلاع انتفاضة ثالثة»، متوقعاً أن تكون أكثر دموية من سابقتيها. وشدد في حديث الى الإذاعة العامة على أنه يتوجب على نتانياهو أن يقود عملية سياسية في المنطقة قبل أن يتم إملاء ذلك عليه، ملمحاً إلى أن حزبه «العمل» سينضم إلى حكومة نتانياهو في حال أقدم على تحريك عملية مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين. كذلك اعتبر رئيس هيئة الأمن القومي السابق الجنرال احتياط غيورا آيلاند، أن «المنطقة تدخل مسار تصاعد العنف، أيضاً نتيجة تردي الوضع الاقتصادي في السلطة الفلسطينية، كذلك بسبب قضية الأسرى وعمليات الانتقام التي يقوم بها مستوطنون ضد الفلسطينيين وتصريحات لا لزوم لها حول مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية». وأشارت مصادر عسكرية إلى أن الجيش شرع في التحقيق في ادعاء الفلسطينيين في قرية جنوب نابلس، بأن مستوطنين أطلقوا النار عليهم بعد ظهر السبت. وبرأي فيشمان، «تفتح التطورات في الأيام الأخيرة الشارع السريع إلى انتفاضة ثالثة على مصراعيه». وقال انه بينما يحذر المستوى العسكري منذ أشهر من تدهور مقلق في الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، فإن المستوى السياسي يبدو مرتاحاً إلى الجمود في العملية السياسية، فيما الشارع الإسرائيلي غير آبه بما يحصل طالما أن العنف لم يتخطَّ الخط الأخضر. وأضاف أن المستوى السياسي في إسرائيل يبني حساباته على أن السلطة الفلسطينية ليست معنية باشتعال الميدان على الأقل إلى حين زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للمنطقة بعد أقل من شهر، لكنه حذر من أن انفلاتاً أوسع للأوضاع الأمنية في الضفة الغربية من شأنها أن تحوّل «المقاومة الشعبية التي تشجعها السلطة الفلسطينية إلى انتفاضة مسلحة لن تستطيع السلطة التحكم بمستوى نيرانها». من جانبه رأى المعلق العسكري في «هآرتس» عاموس هارئيل، أن أحداث نهاية الأسبوع في المناطق المحتلة تضع إسرائيل والفلسطينيين في النقطة الأقرب إلى الصدام بينهم، مضيفاً أن موت أسير في سجن إسرائيلي قد يتحول إلى «مواد متفجرة تشعل ألأرض، بعد أشهر من تصاعد التوتر». وزاد أن سلوك الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في معالجة ملابسات وفاة جرادات «سيكون مصيرياً وحاسمة لجهة اندلاع انتفاضة ثالثة أو منعها. وحذر المعلق من أن يكرس اوباما زيارته للمنطقة لبحث الملف النووي الإيراني على حساب الملف الفلسطيني، «ما من شأنه أن يكون احد العوامل، بالإضافة إلى قضية الأسرى وضعف السلطة الفلسطينية، لتسريع الانتفاضة الثالثة».