اكدت السلطة الفلسطينية مساء الاحد ان المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات الذي توفي السبت في سجن اسرائيلي قضى نتيجة التعذيب وليس بازمة قلبية، وذلك بعدما اضرب اكثر من اربعة الاف اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية احتجاجا على وفاة جرادات. واندلعت مواجهات الاحد لليوم الثاني على التوالي في الضفة الغربيةالمحتلة حيث تتصاعد الاحتجاجات تضامنا مع الاسرى الفلسطينيين لدى اسرائيل وايضا ضد التوسع الاستيطاني. وقال وزير شؤون الاسرى عيسى قراقع في مؤتمر صحافي لعرض نتائج التشريح الذي شارك فيه طبيب فلسطيني ان "نتائج التشريح اثبتت تعرض الاسير جرادات للتعذيب وبينت ان قلبه سليم تماما ولا يوجد به اي اثار لتجلطات قلبية". وبحسب النتائج الاولية التي اعلنها قراقع واستند فيها الى مدير الطب الشرعي لدى السلطة الفلسطينية الذي شارك في عملية التشريح الاحد، فان جثة جرادات تحمل "آثار كدمات في الجهة اليمنى العلوية من الظهر، وآثار تعذيب في الجهة اليمنى من الصدر بشكل دائري، وكدمات عميقة في عضلة الكتف اليسرى، وكدمات تحت الجلد في الجهة اليمنى من الصدر". وافادت النتائج ايضا ان "القلب خال من الأمراض والشرايين سليمة وخالية من التجلطات، لافتة الى "كسر في الضلعين الثاني والثالث من الجهة اليمنى للصدر، واصابات في باطن الشفة السفلى وآثار دم تحت الأنف، وكدمات في العضلة اليمنى للوجه". واضاف قراقع "هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الرواية الاسرائيلية ان جرادات استشهد نتيجة جلطة قلبية هي رواية كاذبة، بل استشهد جرادات نتيجة تعذيب شديد واحمل اسرائيل مجددا المسؤولية التامة عن قتلها العمد للشهيد جرادات". وتوفي عرفات جرادات (30 عاما) من بلدة سعير قرب الخليل جنوب الضفة الغربية السبت في سجن مجدو بشمال اسرائيل بسبب ما وصفته مصلحة السجون الاسرائيلية بانه "ازمة قلبية". واعتقل هذا الاسير وهو اب لولدين، في 18 شباط/فبراير بعد صدامات قرب مستوطنة كريات اربع القريبة من الخليل حيث جرح اسرائيلي في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2012. ونفذ اكثر من اربعة الاف اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية الاحد اضرابا عن الطعام ليوم واحد احتجاجا على وفاة جرادات. وقالت سيفان وايزمان المتحدثة باسم مصلحة السجون الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان جميع الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية تقريبا خاضوا الاحد اضرابا ليوم واحد عن الطعام احتجاجا على وفاة جرادات في سجن مجدو شمال اسرائيل. وقدرت وايزمان عدد المضربين عن الطعام بنحو 4500 معتقل. وذكر شهود عيان ان متظاهرين في قرية جرادات وقطاعات اخرى من مدينة الخليل رشقوا صباح الاحد قوات الامن الاسرائيلية بالحجارة بينما رد الجيش الاسرائيلي باستخدام قنابل الغاز والصوت. وكان مبعوث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو طلب الاحد من السلطة الفلسطينية تهدئة موجة التظاهرات في الضفة الغربية، وقال بيان رسمي اسرائيلي ان "اسرائيل قدمت طلبا واضحا الى السلطة الفلسطينية بتهدئة اراضيها" عبر مبعوث نتانياهو الخاص اسحق مولخو. واضاف البيان ان نتانياهو امر ايضا بتحويل الرسوم الضريبية لشهر كانون الثاني/يناير التي تجمعها اسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية بعد ان احتجزتها. واشتبك فلسطينيون مع قوى الامن الاسرائيلية الاحد بالقرب من مدن نابلس ورام الله ونابلس وجنين بحسب مراسلين لفرانس برس. وقالت مصادر طبية ان ثلاثة شبان اصيبوا بالرصاص الحي خلال مواجهات مع الجيش الاسرائيلي بالقرب من سجن عوفر العسكري الاسرائيلي جنوبرام الله. وبحسب المصدر فان احد الشبان اصيب في صدره وهو في حالة خطرة بينما اصيب الاخران بالكتف. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي انه كان "في الخليل 200 فلسطيني يرشقون قوى الامن بالحجارة والزجاجات الحارقة ويحرقون الاطارات". وذكرت بانه وقعت اشتباكات بالقرب من الخليل وبالقرب من بيت لحم كما اصيب جندي اسرائيلي بجروح طفيفة في الخليل. ونقل الشاب الفلسطيني حلمي عبد العزيز الذي اصيب السبت بجروح خطرة بعد ان اطلق عليه مستوطنون النار في قرية قصرة شمال الضفة الغربية الى مستشفى هداسا عين كارم الاسرائيلي في القدس بحسب متحدثة باسم المستشفى. من جانبها طالبت منظمة بتسيلم الحقوقية الاسرائيلية بفتح "تحقيق مستقل، فعال وشفاف يتم انجازه سريعا". وقالت في بيان ان "التحقيق يجب ان يشمل كامل ملابسات (الوفاة) ويدرس المعاملة التي تلقاها المعتقل خلال استجوابه، والاجراءات المتبعة من جانب محققي الشين بيت والمسؤولية عن القيام بهذه الاجراءات". أ ف ب 5