ناقش عضو مجلس الشورى إبراهيم بن عبدالرحمن البليهي الريادة والاستجابة في محاضرة ألقاها امس في خميسية حمد الجاسر الثقافية بمقرها بحي الورود بالرياض بحضور نخبة من المفكرين والأدباء والمثقفين. وعرض البليهي إلى استفادة الأمم الأخرى من المفكرين الرواد العرب والمسلمين وتكريمهم، كما كان الحال مع ابن رشد وابن سينا وابن النفيس وغيرهم من العلماء العرب الذين استجابت أمم أخرى لريادتهم فكان لفكرهم أثر كبير في بناء حضارات تلك الأمم. واستذكر البليهي خروج أوروبا من شرنقة التخلف عبر الاستجابة لروادها التنويريين والمفكرين الذين كان لفكرهم دور في نهضتها. ونوه إلى أن تعليم بعض الأمم لا يقدم إلا ما يريده المجتمع، والمجتمع بدوره يبحث عن تكريس أفكاره وتدعيمها لا نقدها وتقويمها، موضحًا أن العلم ليس مجرد معلومات، بل هو طريقة تفكير ومنظومة تصورات، كما أن الفرق الجوهري بين العلم والثقافة هو أن الثقافة هي ما نتشربها في الطفولة، لكن العلم هو شيء طارئ، ولا يتحقق تلقائيًا، مشيرًا إلى أن ما ينفقه العالم بأسره على التسلح أكثر بكثير ما ينفقه على خدمات المجتمع مثل التعليم والصحة، داعيًا إلى ضرورة تغيير منظومة القيم لكي تواكب الأمة التطور، مبرزًا أن قيمة أي إنسان بما يضيفه للحياة. وقال البليهي في محاضرته : إن المثقف لا يملك أن يغير ما لم تكن هناك استجابة من المجتمع، وهو ما عناه في عنوان محاضرته "الريادة" من المثقفين، و"الاستجابة" من المجتمع، مشددًا على ضرورة التأسيس لحضارة إنسانية تقوم على التآخي والحوار وتقبل الآخر.