افتتحت صاحبة السمو الملكي الأميرة مضاوي بنت مساعد بن عبدالعزيز، يوم الاثنين الماضي المعرض الشخصي للتشكيلي فهد الحجيلان الذي نظمه غاليري الفن النقي بالرياض، ويستمر مدة 10 أيام. المعرض حمل عنوان" سنوات الصفيح" وهو جزء من مشروع الحجيلان في محاولة إرسال أفكاره من خلال لون وفراغ منطلق من إيمانه بأهمية اللون وقوة إيحائه، والدلالات التي يتركها اللون الواحد في الوقت نفسه، وفيه تقديم علاقات لونية جديدة لخدمة الفكرة في أعماله. يقول الحجيلان عن هذا المعرض: "مجموعة "سنوات الصفيح" تميل أكثر إلى الذهنية اللونية فقد اختزلت مفرداتي فانسابت في أرجاء اللوحة بشفافية، متسلسلة حسب أهمية حضورها بحيث لا تطغى إحداهما على الأخرى، وبالتالي لا تطغى المعالجة اللونية على الفكرة الأساسية. ويضيف: "أحاول من خلال معرضي تقديم علاقات لونية جديدة كي تخدم الفكرة في أعمالي إضافة إلى أنني أحرص على إعطاء المتلقي فرصة لإعادة صياغة واكتشاف مكنونات اللوحة وصياغة معانيها وعوالمها والجماليات التشكيلية الموجودة في خطوطها وألوانها". غموس اللون الناقد عمر محمد طه صبير يقول عن تجربة فهد الحجيلان: "يغمس فهد الحجيلان يديه باللون فتتفتح آفاق اللوحة على إبداعية لا تنضب. العمل الفني عند فهد يعني التجاوز والخروج عن النص. وكما قال "حسن موسى" الناقد والفنان السوداني: الموضوع هو ذريعة للدخول في العملية التشكيلية. والتشكيل يعني العمل على السطح واستخراج "لقى" من هذا السطح. تجاوز فهد الوجه الإنساني أو البورتريه فأصبح مساحة لونية ملغزة، وكبر حجم اللوحة فأصبحت مشروعاً تجاوز المفاهيم والإشكاليات التي يغرق فيها الباقون. وكما يقول فهد نفسه البورتريه والمنظر الطبيعي عنده على درجة سواء. فهو يعيد تفكيك البورتريه ليصبح منظراً طبيعياً أو المنظر الطبيعي ليصبح ملامح مركبة تشبهه وتشبهنا. ويؤكد طه أن فهد ممن يدعون إلى التواصل مع العالم وعدم القطيعة مع ثقافات الآخرين بدعوى الأصالة. فالأصالة هي أن تكون نفسك. وأن تفتش في داخلك عن مشروعك وهو بهذا التوجه يؤسس لمشروع "بصري" جديد. فهو يحذف أكثر مما يضيف ويتركك لتتأمل الكتلة اللونية الشفهية التي تتحدى بداخلها عوالم وأكوان لتعيد تركيبها مرة أخرى على ذلك السطح. انه يحفر في السطح لا ليثبت ولكن ليمحو، يترك أثرا ما كما في لوحته البيضاء، التي ترك فيها أثرا ما. أو لوحته السوداء، ولكنها ليست بسوداء، فهي تجمع كل ألوان الطيف. ويختم طه بأن الدخول إلى عالم فهد، يحتاج إلى إلغاء كل المراجع التي نعرفها والاحتفاء بهذا الإبداع الرصين وتأمله بعقل مفتوح وبحيادية. من مجموعة «سنوات الصفيح» للحجيلان