تماهى عدد من نجوم الفن التشكيلي والفوتوغرافي السعوديين مع حالات الإبداع وهم يرافقون إنتاجهم وإبداعاتهم التي شملها معرض (نبط) والتي يشاركون بها في معرض اكسبو الدولي في شانغهاي في الصين والذي احتضنه متحف (شانغهاي دولون للفن الحديث)، وهو المعرض الذي افتتح منذ العاشر من سبتمبر. العدد الكبير من الفنانين الذين شاركوا في المعرض يدلل على أهميته والمكانة التي وجدها بين رجال الفن والإعلام في شانغهاي، ومنهم الفوتوغرافية العالمية الأميرة ريم الفيصل، الجوهرة آل سعود، ناصر التركي، محمد الغامدي، محمد فارع، أيمن يسري، مها ملوح، شادية ورجاء عالم، ضياء عزيز ضياء، زمان جاسم، مصطفى العرب، نهى الشريف، صديق واصل، فهد الحجيلان، بندر الرميح، بكر شيخون، فهد القثامي، فاروق قندقجي، وعبد العزيز عاشور، كما رافق المعرض عرض شعري وموسيقي كان بطلاه الشاعر عبد اللطيف آل الشيخ والموسيقي أحمد الميمان. عاد بالأمس نجوم المعرض مع الأمناء المشاركين فيه لولوة الحمود و jw stella مع المنسق الصيني بيفن سينغ. المعرض السعودي للفن المعاصر (نبط) كان شعاره (إحساس بالوجود). وقال الدكتور عبد الرحمن آل الشيخ معلقا على المعرض: أعتقد جازما أن المعرض قد أضاف بعدا آخر إلى النجاح الكبير والشعبية التي حظي بها الجناح السعودي في معرض شانغهاي العالمي اكسبو 2010 بين أصدقائنا الصينيين، وكان للإبداع والفن والثقافة السعودية دور مهم في الوصول للجمهور الصيني والدولي في اكسبو. ولدى استعراض إبداع النجوم في المعرض يبرز واقع المعرض بأن الفنان التشكيلي يكتسب مساحة شاسعة داخل المشهد التشكيلي بجرأته وإصراره وتطلعاته ورغبته الملحة في تقديم أعمال تعكس تطوره، من خلال علاقته باللون والفكرة والمعالجة، فيرسم له خطا وأسلوبا تستطيع العين أن تميز أعماله، وتتعرف عليها مهما تنوع تشكلها واختلفت أساليبها. الفنان فهد الحجيلان اسم وضع بصمته في الساحة التشكيلية السعودية من خلال ما يقدمه من أعمال إبداعية، ويقول عنه الفنان العالمي آندرو فيكاري «إنه من دواعي الشرف الكبير مقابلة مثل هذا الفنان الذي يمتلك كل المقومات ليكون أفضل الفنانين العظام في الشرق الأوسط مستقبلا.. إن لوحاته تنبض بالإثارة والروعة في استخدام اللون والأكثر من ذلك أنه رسام وملون رائع متحكم في أدواته.. إنه من النادر حقا أن تكتشف مثل هذا الفنان الموهوب». كما كتب عنه الناقد الفرنسي الشهير نويل كوريه وهو أحد أهم النقاد المعاصرين «من الصعوبة إيجاد مصور لديه قدرات تعبيرية في الإطار التجريدي ويعبر عن الهوية الشخصية بهذا الشكل المميز». «لو أخذنا على سبيل المثال عنوانا عند الشرقيين فسنجد أن المفردات التشكيلية عند فهد الحجيلان هي مفردات تقف على حافة الصداقة مع نكولادستيال».. دوبيريه برو رينوار. الفرح والعلامات والدلالات تشير فورا إلى عوالمه ولا تدخلنا في تشابك مع أحد آخر، إنها تعلن عنه بجلاء. المهم ليس أيضا طريقة الصنعة ولكن في الأداء الشعري في طريقة التصوير، هذه أول لقطة تصل لك من النظرة الأولى مع الحفاظ على الرواية الغنية والفنية والقوة الإبداعية (يحافظ الحجيلان على القوة النورية)، والتكوينات اللونية تدلنا على المشاهدة الجماعية في الورايا البصرية. من خلال كل هذه الإشعاعات من الممكن أن نستدل على فنان يعيد صناعة ما حوله من واقع من جديد إلى صيغات شكلية واضحة. في أعمال هذا الفنان تكمن القوة والصعوبة في التكوين البصري واللوني.. والدلالة تقول إن فهد الحجيلان يغني للحياة المبهجة ويفتح نافذة الحرارات والتكوينات في حالة الانفتاح على الآخر. إذا كنا ندرك أن عددا من فناني السعودية شاركوا في بينالي الثقافية فنحن ننتظر آخرين يعبرون على جسد الموسيقى والتشكيل، لكن يظل في صمت الحجيلان اللون هو الجاذب للمشاهد البصرية. بالتأكيد أن فهد الحجيلان مصور ليس مثل كل المصورين. يقول الفنان فهد الحجيلان عن تجربته: هذه الأعمال التي شاهدتموها في معرض (نبط) في شانغهاي هي جزء من مشروعي التشكيلي، وقد كنت بدأت في مرحلة سابقة بالاختزال والتبسيط لبعض مفرداتي، عندها شعرت أنه باستطاعتي توصيل أفكاري ورسائلي بما قل ودل، شعرت بأهمية اللون وقوة إيحائه والدلالات المختلفة التي يتركها لون واحد في آن واحد في إشارات لغوية لونية تشكيلية وفلسفية تكمن خصائصها في منطق التشكيل. ما عرضت في (نبط) يميل أكثر للذهنية اللونية مع اختزال مفرداتي التي تنساب في أرجاء اللوحة في شفافية متسلسلة حسب أهمية حضورها، فلا تطغى إحداهما على الأخرى وبالتالي لا تطغى المعالجة اللونية على الفكرة الأساسية، ففي هذا المعرض حاولت أن استحضر وأقدم علاقات لونية جديدة لتخدمني في أعمالي المقبلة.. أصبحت أكثر اختزالا للمفردات، ولأعطي المتلقي فرصة لإعادة صياغة اللوحة واكتشاف مكنوناتها ومعانيها وعوالمها والجماليات التشكيلية الموجودة بين خطوطها وألوانها، فأنا لا أريد أن أفرض شيئا معينا على المتلقي، أو أن أقدم شرحا محددا لكي لا أفسد عليه المتعة، إضافة إلى أنني أريد أن يستمتع المتلقي بالعمل الفني دون فرض وصاية عليه فأترك له حرية التحرك داخل مساحاتها اللونية.