قال شهود عيان إن التيار الكهربائي انقطع امس عن مستشفيي التوليد والقلب الجامعيين بمدينة حلب (شمال سورية) بعد نفاد الوقود. وأوضح الشهود أن أهالي المرضى بدأوا بنقل مرضاهم من المستشفيين، محذرين من كارثة إنسانية لعدم وجود بديل قادر على استضافتهم. وذكر شهود أن هذا الانقطاع يتزامن مع انقطاع الكهرباء في معظم أحياء المدينة بالإضافة إلى انقطاع المياه عن العديد من الأحياء إضافة إلى انقطاع الاتصال بشبكة الإنترنت. في الاطار ذاته قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب الأحد انه مستعد لاجراء محادثات مع ممثلي الرئيس بشار الأسد في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال سورية في محاولة لانهاء صراع ادى الى قتل نحو 60 الف شخص. وقال الخطيب في بيان على صفحته على فيسبوك إن إجراء المحادثات سيكون "من أجل رحيل النظام توفيرا للمزيد من الدماء والخراب." وقالت مصادر في الائتلاف وهو جماعة شاملة لقوى المعارضة السياسية ان الخطيب وهو رجل دين معتدل من دمشق التقى مع المبعوث الدولي بشأن سورية الاخضر الابراهيمي في القاهرة الاحد. ولعب الابراهيمي دورا رئيسيا في تنظيم اجتماعات بين الخطيب ووزيري خارجية روسيا وايران الدولتين الرئيسيتين الداعمتين للاسد في ميونيخ الاسبوع الماضي. وقالت المصادر ان الرجلين تناولا في محادثاتهما الاحد مسألة ما اذا كان الائتلاف سيقر رسميا مبادرة السلام التي طرحها الخطيب. وتعارض جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر على كتلة ضخمة داخل الائتلاف الذي يهيمن عليه الاسلاميون هذه المبادرة. ولكن المصادر قالت ان من غير المحتمل ان تتحدى الجماعة وهي القوة السياسية الوحيدة المنظمة في المعارضة سلطة الخطيب بشكل مباشر مع اكتساب مبادرته لشعبية في سورية. ولم ترد السلطات السورية بشكل مباشر على مبادرة الخطيب التي صيغت في عبارات واسعة الشهر الماضي. ولكن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي كرر يوم الجمعة موقف الحكومة بأن هناك ترحيبا بزيارة المعارضة دمشق لمناقشة مستقبل سورية وفقا لمقترحات الاسد لاجراء حوار وطني. ويرأس الخطيب الائتلاف الوطني السوري منذ انشائه في قطر في ديسمبر/ كانون الاول الماضي بدعم غربي وخليجي. وتزامنت أحدث عروضه لاجراء محادثات مع تحدث المعارضة عن اقتراب القتال من وسط دمشق بعد تقدم لمقاتلي المعارضة في شرق العاصمة الاسبوع الماضي. وقالت لجان التنسيق المحلية ان اشتباكات وقعت الاحد في حي العفيف بدمشق والمجاور لمجمع رئاسي. وقالت ان 77 شخصا قتلوا في سورية الاحد من بينهم 16 قالت ان قوات الاسد أعدمتهم في مدينة دير الزور بشرق سورية. ويستحيل التأكيد من صحة مثل هذه التقارير لان سورية تفرض قيودا شديدة على دخول وسائل الاعلام المستقلة. وطرح الخطيب افكارا بشأن مكان انعقاد المحادثات. وقال "إذا كان النظام حريصا على السيادة الوطنية ولا يريد أن يخرج من الأراضي السورية فهناك حل مناسب وهو الأراضي المحررة شمال سورية." وتساءل قائلا "والسؤال المهم: هل يقبل النظام التفاوض على رحيله؟ مع أقل الدماء والدمار؟" والافراج عن السجناء السياسيين قضية مهمة بالنسبة للمعارضة. وقال الخطيب انه حتى شخصيات المعارضة التي تمثل الوسط والمستعدة لاجراء محادثات مع الاسد مثل عبدالعزيز الخير وهو ناشط علوي مخضرم لحقوق الانسان سجنت. وقال "يتعامل النظام مع إطلاق سراح المعتقلين وخصوصاً النساء بشكل غير إنساني بالمرة. "رغم سنتين من القتل المتوحش ما يزال النظام يحاول كسب الوقت في حوارعقيم ." وقال الخطيب ان النظام ضيع"فرصة نادرة" بعدم الموافقة على الافراج عن السجينات بحلول موعد نهائي حدده هو الاحد ولكنه قال" أجد أن من الواجب الوطني والأخلاقي أن نتفاوض من أجل رحيل النظام توفيراً للمزيد من الدماء والخراب."