وصف مدير الأمن العام الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني، استخدام الجوال أثناء القيادة بالتصرف غير المحمود العواقب، مشيراً إلى أنه يتنافى مع أساسيات القيادة الآمنة والحذرة. وقال الفريق أول القحطاني خلال حملة «قيادة بلا جوال» التي رعاها نائب أمير القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، إن استخدام جهاز الجوال أثناء القيادة يُسهم في عزل السائق عن المحيط والظروف التي تحيط به، ويفقده التركيز، ويكون عرضة لارتكاب حادث مفجع يخلف ضحايا وإصابات وخسائر في الممتلكات. وبيّن مدير الأمن العام أن قيادة السيارة مهارة تتطلب حضوراً ذهنياً وبدنياً وتركيزاً عالياً وتوقعات لمفاجآت الطريق، وهو الأمر الذي لن يستطيع مستخدم الجوال تطبيقه وهو منهمك ومتفاعل مع جهازه ومخرجاته. ودعا القحطاني السائقين للوقوف مع النفس، واستشعار خطورة هذا الفعل الذي يصنف ضمن المخالفات المرورية. اللواء المقبل بدوره، اعتبر مدير الإدارة العامة للمرور اللواء عبدالرحمن بن عبدالله المقبل، أن السلامة المرورية مطلب أساس في حياة المجتمعات المعاصرة، نظراً لما تشكله الحوادث المرورية وما ينجم عنها من وفيات وإصابات. وقال اللواء المقبل خلال حملة «قيادة بلا جوال» إن التقرير العالمي للوقاية من الإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية 2007 أشار إلى أن عدد المتوفين يومياً يصل إلى 16 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، تمثل 25% من إجمالي الوفيات، وبطبيعة الحال فإن السلوك البشري يعدّ مدخلاً رئيساً بالنظر في مسببات الحوادث المرورية، وخصوصاً في ظل ما قد يصرف تركيز السائق في القيادة ويصرف انتباهه. وأضاف أنه في السنوات الأخيرة حدث اهتمام متزايد على القضايا المتعلقة بتركيز السائق في القيادة، وأثر صرف انتباههم في السلامة المرورية، ومبعث هذا الاهتمام يعود إلى الوسائل التقنية الحديثة، ومن ضمنها استخدام الهاتف أثناء القيادة، وحيث إن مسؤولية وقوع مثل هذه الحوادث تشترك فيها عوامل عديدة تشكل في مجملها منظومة تتفاوت في حجم مسؤوليتها، فإن الهاتف الجوال يمثل أحد هذه العوامل، حيث تؤكد الدراسات أن 58% من السائقين الذين يستخدمون الهاتف الجوال هم الأكثر وقوعاً في الحوادث المرورية مقارنة بالعوامل الأخرى مثل ضغوط الوقت أو الأكل والشرب أو استخدام المسجل أو المذياع. وبيّن اللواء المقبل أن الدراسات أثبتت أن الهاتف الجوال يُحدث عديداً من التغيرات في سلوك قائدي المركبات، تتمثل في إحداث تغيرات جسمانية وبصرية وسمعية، وتزيد خطورة ارتكاب حادث على الطريق أربع مرات بسبب استخدام الهاتف، وتؤدي الى تغيرات شتى في سلوك القيادة يمكن أن تؤثر تأثيراً سلبياً في السلامة المرورية، والانشغال الجسماني، والانشغال الإدراكي. واضاف ان هذا الأمر يتطلب القيام بحملات توعوية كبيرة توضح المخاطر التي تترتب على استخدام الهاتف الجوال ووسائط التواصل الاجتماعي أثناء القيادة، ولعل الحملة التي وجّه بها نائب أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، تعدّ أحد هذه البرامج التي تُسهم في تبصير أفراد المجتمع بخطورة استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة.