كان هذا الموضوع الرئيس لأحد أسابيع التوعية المرورية الماضية بدول مجلس التعاون بعدما لاحظ المختصون بسلامة المرور حينذاك أن الناس لاتولي انتباهاً لما يدور على الطريق بسبب الانشغال بأمور ليست لها علاقة بقيادة السيارة بل هي معوقات لمتطلبات الأمان وهو مايعتبر أحد المسببات في وقوع حوادث السيارات التي أصبحت كالداء العضال صعب العلاج، واليوم يُلاحظ أن شريحة كبيرة من السائقين تنشغل بالهاتف الجوّال وهو ماسبب بروز ظاهرة الحوادث الجوّالة أي التي يتسبب فيها الانشغال بالهاتف المحمول عن القيادة .. وقد كشفت جريدة «الرياض» مُؤخراً في صفحة النقل والمرور بالتحديد عن أحدث تقرير لاستراتيجيّة السلامة المرورية والذي ورد فيه أن فئة الشباب هم الأكثر وقوعاً وتسبباً في الحوادث وأن الانشغال عن القيادة أثناء السير يتصدر مسببات حوادث السيارات، ومن هنا أضحت الحاجة مُلحّة لإصدار قانون يُنظّم أمر استعمال الهاتف الجوّال أثناء القيادة حتى يمكن تقليل نسبة وقوع الحوادث، أذكر أنني كنت راكباً مع صديق لي في المانيا على أحد الطرق السريعة وإذا بالهاتف الجوال يرن وقبل أن يخرج صاحبي الهاتف من جيبه أعطى الاشارة الدالة على الخروج من الطريق الى موقف الطوارئ الجانبي حتى انتهى من المحادثة فعاودنا السير مرّة أُخرى وقبل أن أسأله بادر الى التوضيح أن القوانين في المانيا تعاقب وبشدّة من يستخدم الهاتف الجوّال أثناء القيادة ولهذا تحرص بعض مصانع السيارات على أن يكون الهاتف أحد مكونات السيارة الداخلية بحيث يمكن الرد على المكالمات دون الحاجة الى استخدام اليدين أو الانشغال عن القيادة،وقد تذكّرت هذه الحكاية وأنا أرى البعض هنا يغرق في مكالمات هامسة حالمة وهو يمشي الهوينا حتى في الطرق السريعة وقد احتجز الآخرين خلفه مسبباً إرباكاً لحركة السير قد يؤدي الى كوارث هذا غير أولئك الذين يكتبون رسائل (جوّاليه) أثناء القيادة وهذا منتهى الاستهتار بالحياة. إحدى الجامعات الأمريكيّة أجرت بحثاً لرصد سلوك السائقين أثناء قيادة السيارات،ووضع الباحثون هناك كاميرات في سيارات مجموعة من المتطوعين وثبت أن أكثر من 97٪ من أفراد العينة يتحركون أثناء القيادة مثل تغيير مؤشر الكاسيت أو الراديو أو التقاط شيء من(التابلوه) هذا غير التحدث مع شخص آخر في السيارة حتى إن بعض السيدات كن يقمن بإصلاح الماكياج والغريب أن حوالي 40٪ من السائقين يكتبون أو يقرأون أثناء القيادة و30٪ يتحدثون في الهاتف، هذا وهم يعرفون أن هناك من يراقب تصرفاتهم مما يعني تفشي ظاهرة الانشغال عن القيادة وهو الأمر الذي يجب أن تدرسة إدارة المرور لتضع الحلول التي تكفل تركيز السائقين على القيادة وظروف الطريق، قيل إن الرجل الذكي يسير على قدميه بسرعة تقل عن سرعة الأبله الراكب عربة ..! وأقول طلباً للسلامة نرجوكم ألاّ تنشغلوا أثناء القيادة بغير الطريق. aalkeaid @alriyadh.com