ظلت البريطانية "سارة نيوتن - 32 عاماً" مستفيقة لمدة 40 دقيقة أثناء العملية الجراحية التي كانت تُجرى لها وذلك نتيجة للتقدير الخاطئ من طبيب التخدير في مقدار جرعة المخدر المعطاة لها. وقالت نيوتن تصف ما حدث لها: "استيقظت أثناء العملية وأنا أسمع أصوات الأطباء وأحاديثهم وشعرت بألم شديد لا يطاق من مبضع الجراح وهو يمرره على جسدي ومن وخز غرز إغلاق الجرح ولم أكن قادرة على الكلام أو الحركة فقد كنت مشلولة تماماً أتجرع العذاب بصمت منتظرة انتهاء العملية التي أصبت بعدها بحالة هيستيرية نتيجة ما حصل لي خلالها". واعترف المستشفى الذي أُجريت فيه العملية بالخطأ والتقصير مقدماً مع الاعتذار مبلغاً يقدر بحوالي 180 ألف ريال تقريباً كتعويض لها عن ما حصل قبل عام ونصف من الآن وذلك لحاجة "نيوتن" لكل هذا الوقت لتُشفى من الآثار والتبعات النفسية نتيجة محنتها التي مرت بها. وتعود الأحداث تقريباً لعام 2004 عندما تم تشخيص مرض "سارة" وهي أم لطفلين بارتفاع ضغط الدم في الجمجمة وهي حالة طبية تضر الدماغ وتسبب صُداعاً لا يحتمل ومن الممكن أن تتطور لتصيب صاحبها بالعمى. وبينما كانت "نيوتن" تداوم على تناول أدويتها بشكل يومي اقترح الأطباء عليها خلال رحلتها العلاجية التي امتدت لعدة أعوام الخضوع لعملية جراحية لتصريف السوائل المتراكمة في دماغها لمعدتها وذلك لتخفيف الضغط على الدماغ. وبالفعل جرت العملية الأولى في عام 2010 ثم تقرر إجراء العملية الثانية عام 2011 لاستكمال ما بدأه الأطباء في العملية الأولى وهي العملية التي حصل فيها الخطأ وسوء التقدير من طبيب التخدير وكانت أحداثها مريرة جداً كما تقول "نيوتن" بالرغم من أنها لم تفق إلا في الأجزاء الأخيرة منها تقريباً ولكن الآلام التي شعرت بها كانت كافية لشعورها بالعذاب والذعر الذي زاد من اثره عدم قدرتها على المقاومة بسبب تخديرها الجزئي. وشرح المسشفى في اعتذاره وندمه ل"نيوتن" وعائلتها الأسباب التي أدت لما حدث لها وذلك عندما قرر طبيب التخدير إيقاف إمدادها بالمادة المخدر قبل انتهاء العملية وهو الأمر المعتاد وذلك من أجل أن يزول أثر المادة المخدرة عنها بشكل أسرع بعد انتهاء العملية ولكن ما حدث هو ما لم يكن في الحسبان ولم يكن في تقدير الأطباء بشكل عام وطبيب التخدير بشكل خاص عندما أفاقت أثناء العملية وليس بعد انتهائها مما تسبب في حدوث انهيار عصبي نتيجة للصدمة التي تعرضت لها وكانت آثارها شعورها بالرهبة وإيقاف استكمال علاجها الضروري لمدة ستة أشهر وذلك لأنها لم تكن قادرة على الخروج من المنزل في ذلك الوقت وهو الأمر الذي ما زالت تتلقى العلاج النفسي عنه مع استكمال علاجها الطبي والذي أدت تبعات العملية الجراحية الثانية لتأخره كثيراً.