كرة القدم كما عرفناها ليس في قاموسها معنى للعدالة والانصاف، فقد تخسر وأنت الافضل وقد تفوز وأنت الاسوأ وبين هذه وتلك يمكن لكرة القدم ان تعطف علينا وتنصف من يستحق!. ٭ كرة القدم هذه لو كانت تعرف العدالة - حقا - لما ابكت الملايين الذين لم تراع مشاعرهم ولم تعترف بأحاسيسهم في مونديال اسبانيا عام 1982حينما اخرجت البرازيل ذليلة بقيادة سقراط وزيكو وفالكاو وهم الذين ابهروا العالم بفن لا يروه الا في ألعاب السيرك وفنونه لتقدم الكأس على طبق من ذهب للطليان الذين لم يكونوا يستحقون بمقايس المتعة الكروية أيا من مراكز المقدمة. ٭ وهي نفسها من جردت الارجنتين من لقبها من خلال ضربة جزاء ظالمة ابكت الاسطورة الكروية مارادونا في ايطاليا عام 1990 لتقدم الكأس العالمية على طبق من ذهب لماتيوس ورفاقه الالمان . ٭ وعندنا في السعودية وجدت المدعوة كرة القدم في «المربع الذهبي» فرصة لتلعب معنا على طريقة «الثلاث ورقات» فالتوقعات تكون غالبا في واد والكأس تحط في نهاية المطاف في واد آخر!. ٭ في هذا الموسم وحده أكاد أشعر ان الكرة قد انصفتنا وانصفت نفسها فقد قدمت لنهائي الدوري من يستحق ان يحضر فيه بكل المقاييس سواء بلغة الارقام او بلغة العطاء!. ٭ فبلغة الارقام فالهلال والشباب هما بطل الدوري التمهيدي ووصيفه والتنافس بينهما على الصدارة استمر حتى الرمق الاخير وبلغة العطاء فإن الشيخ والزعيم كانا سيدي الابهار المحلي طوال الموسم . ٭ وحيث يلتقيان في النهائي فإننا سنكون على موعد مع قمة يمكن ان اسميها «قمة الانصاف»، ولعل اجمل ما يمكن ان اتصوره قبل المباراة وأكاد اراهن عليه انها ستكون عنوانا للرقي الكروي خلقا ولعبا. ٭ ولو سألتموني عن توقعاتي للمباراة، فأكذب ان قلت انني قادر على التوقع ليس بالنتيجة بل حتى مجرد من سيفوز ومن سيخسر، ولن أراهن لأنني أخشى ان تلعب معنا الكرة لعبتها المعروفة . ٭ وبعيدا عن لعبة التوقعات، فالمهم ان نشاهد مباراة تكون عنوانا حقيقيا لكرة القدم ويكفي انها ستجمع بين حامل اللقب ومتسيد البطولات المحلية هذا الموسم وفي هذا الامر عناوين كثيرة للمتعة والندية والاثارة. ٭ نأمل ان يقدم الهلال والشباب مباراة تليق بسمعة الكرة السعودية خالية من العنف المتعمد والتشكيك الزائف والاعصاب المنفلتة، نريد ان نشاهد مباراة نؤكد من خلالها اننا ما زلنا الافضل عربيا مستوى لا كلاما، حقيقة لا زيفا.. فهل يفعلها ابناء الزعيم وأبناء الشيخ!! malshaikh@alriyadh.com