قال سفير اليابان لدى المملكة شيجيرو اندو إن الزلزال المدمر الذي تعرضت له بلاده دعاهم للتفكير بجدية وإمعان النظر في مشاركتهم في مهرجان الجنادرية إلا أنهم قرروا المضي والمشاركة « بسبب الكارثة « ولإظهار القوة الحقيقية لليابان. وأضاف السفير اعتبرنا المشاركة الخطوة الأولى بالنسبة للشعب الياباني للتعافي من آثار الكارثة من خلال علاقاتهم الطيبة مع الشعب السعودي . وتطرق السفير إلى أن البلدين المملكة واليابان تجمعهما جوانب ثقافية مشتركة .. مشيراً إلى ان جناح اليابان قد استقبل حتى الآن أكثر من 20 ألف زائر ، وهو دليل واضح وبرهان ساطع على أن هنالك الكثير في ثقافاتنا والذي يجمع بين شعبينا. فإلى نص الحوار: - اليابان كما رأينا هي ضيف شرف مهرجان الجنادرية ، برأيكم ماهي أوجه الشبه بين الثقافة السعودية واليابانية ؟ ** أهم جانب مشترك بين الشعبين حسب رأي هو أن كليهما فخور للغاية بثقافته. وللمملكة واليابان العديد من الجوانب الثقافية المشتركة مثل توقير الكبير والآخرين والتقاليد والافتنان بكل ما هو عصري وحديث. في جناح اليابان بمهرجان الجنادرية نقوم بعرض كل ما هو ياباني حقيقي بطريقة شاملة. ولإظهار قوة اليابان، يتكون الجناح من أربعة أجزاء هي: الجزء الأول يختص بأنماط الحياة اليابانية المعاصرة ، أما الجزء الثاني فيهتم بعرض احدث ما توصلت إليه التقنية اليابانية، والثالث يعرض ثقافات وحضارات اليابان التقليدية كما أن الجزء الأخير يشمل عروضاً مسرحية تركز على ثقافة اليابان التقليدية. الروابط الثقافية هي ما نعتمد عليها في علاقتنا بالشعوب لا الجوانب الاقتصادية وقد استمتع المواطنون السعوديون الذين زاروا جناح اليابان بالعروض التي يقدمها وقد كان ذلك واضحاً في تفاعلهم وتجاوبهم مع فقرات العروض. وفي المسرح الخارجي في الهواء الطلق صفق الشباب السعودي وغنوا ورقصوا مع المؤدين والفنانين اليابانيين. وشاهدنا نفس التفاعل داخل الجناح. وسجلت أعداد الزوار زيادة مضطردة يوماً بعد يوم. وفي آخر جمعة للمهرجان والتي صادفت الثاني والعشرين من هذا الشهر بلغ عدد زوار الجناح 20 ألف زائر. اعتقد أن هذا دليل واضح وبرهان ساطع على أن هنالك الكثير في ثقافاتنا والذي يجمع بين شعبينا. - في شأن ذي صلة بمشاركتكم في الجنادرية ، ماذا حدث بعد وقوع الزلزال المدمر في فوكوشياما، هل فكرتم بالانسحاب؟ ** أولاً، نيابة عن الحكومة والشعب الياباني أود أن اشكر جميع من عبر عن تضامنه وتعازيه للشعب الياباني في محنته وتعرضه لكارثة الزلزال وما صاحبها من تسونامي. بعد الكارثة مباشرة بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد وزير الدفاع والطيران صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز برسائل إلى إمبراطور اليابان للتعبير عن تعاطفهم وتعازيهم لضحايا الزلزال مما كان له الأثر الكبير في نفوس المواطنين اليابانيين وفي نفس حكومتهم. أما فيما يختص بمشاركة اليابان في المهرجان، لعله من غير الصحيح القول بانه لم يكن للكارثة تأثيرات على مشاركتنا بجناح في المهرجان. كانت هنالك مناقشات جادة حول مشاركتنا بعد الكارثة وفي الوقت الذي كانت فيه الحكومة اليابانية والشعب الياباني يعانون من تبعات الزلزال والتسونامي ويجاهدون من أجل التغلب على المصاعب. وبعد الكثير من التفكير، قررنا احترام التزامنا بأن نكون جزءًا من مهرجان الجنادرية في دورته السادسة والعشرين. ووافقنا بالاجماع على المشاركة في المهرجان ليس « على الرغم من الكارثة» بل « بسبب الكارثة» وهذا يعني أننا كنا نؤمن بأن مشاركتنا ستكون فرصة ذهبية للشعب السعودي للاطلاع والتعرف على قوة اليابان الحقيقية وفي ذات الوقت ستكون المشاركة بمثابة الخطوة الأولى بالنسبة للشعب الياباني للتعافي من آثار الكارثة من خلال علاقاتهم الطيبة مع الشعب السعودي. شاركنا في المهرجان لأننا نملك القوة والروح للتغلب على آثار التسونامي . - على مستوى الاتصال السياسي ، نلاحظ قلة الزخم المصاحب للزيارات الرسمية لمسؤولي اليابان للمملكة وقلتها ؟ ** كانت آخر زيارة لمسؤول ياباني رفيع المستوى إلى المملكة للسيد هيساشي توكوناغا المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الياباني الذي تشرف بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في ذات اليوم الذي بدأت فيه فعاليات مهرجان الجنادرية في 13 إبريل الجاري. وحتى في الثلاث سنوات الأخيرة على سبيل المثال زار ثلاثة رؤساء وزراء سابقين وثلاثة وزراء و أربعة وزراء سابقين وثلاثة نواب .وهذا العدد ليس بالبسيط. وهذا يظهر الاهتمام الكبير الذي توليه اليابان للمملكة. والان يقف جناح اليابان رمزاً لعلاقاتنا المزدهرة الثرية. اعتقد ان مشاركة اليابان في المهرجان تصنع حدثاً في تاريخ العلاقات بين المملكة واليابان. - اليابان بلد يملك مصالح متشعبة مع دول الشرق الاوسط ، برأيكم ماهي الاستراتيجية التي تتبعها اليابان من اجل الحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة ؟ ** اعتقد أن لليابان كما لكل بلد في الشرق الأوسط مصالح مشتركة في كل جانب من الجوانب كما تظهر العلاقات التاريخية. ولتعزيز علاقاتنا حتى في هذه الظروف السياسية الصعبة في الشرق الأوسط، سوف تستمر اليابان في الاعتماد على علاقاتها الممتازة مع هذه الدول. اعتقد ان اليابان استطاعت كسب قلوب وعقول الشعوب في الشرق الأوسط من خلال الخلفيات الثقافية المتبادلة بصفتنا كشرقيين. ومن خلال الروابط الثقافية التاريخية التي تربطها بالشرق الأوسط وليس من خلال العلاقات الاقتصادية لوحدها، منحت اليابان فرصاً مفتوحة لحماية مصالحها المشتركة في المنطقة. ويمكن القول إن موقع اليابان في منطقة الشرق الأوسط فريد. وأنا اقدر كثيراً هذه المكانة التي نتمتع بها وليس ادل على ذلك من مشاركة اليابان في مهرجان الجنادرية وهي بذلك أول دولة آسيوية تحظى بهذا الشرف.