أعرب الاتحاد العام التونسي للشغل في الذكرى الثانية للثورة عن الاعتزاز بدور المنظمة العمالية التي التحمت قواعدها وهياكلها النقابية في بمختلف جهات البلاد بجماهير الشعب فكانت الإضرابات والمسيرات الحاشدة والشعارات المزلزلة عاملا محدّدا في سقوط رأس نظام الدكتاتورية. لقد لعب الاتحاد العام التونسي للشغل دورا رياديا وحاسما في انتصار إرادة الشعب وسقوط الدكتاتورية من خلال تأطيره لمختلف التحركات والنضالات ويواصل اليوم جهوده في اتجاه تحقيق أهداف الثورة من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية ولن تثنه عن ذلك ما يتعرض له من حملات الترويع والتشويه والإرباك. وأكد الاتحاد في تقييمه للاستحقاقات التي قامت من أجلها الثورة "أن الواقع الحالي يبدو مخيّبا للآمال فكلّ المواعيد التي انتظرها الشعب التونسي أجّلت فلا الدستور أنجز في موعده المحدّد طبقا للتعهدات ولا تزال الهيئات الضرورية لإدارة المرحلة الانتقالية شبه مفقودة كالمجلس الأعلى للقضاء والمجلس الأعلى للإعلام والهيئة العليا للانتخابات كما لا زلنا نفتقر إلى خارطة طريق تضبط الأولويات وتحدّد آجال الانتخابات القادمة بل أصبح الشعب التونسي يعيش قلقا متزايدا على مآل الانتقال الديمقراطي جراء تكرار حالات العنف وتفاقم مظاهر التطرف والتكفير. وبيّن الاتحاد أنه تقدّم منذ شهر أكتوبر 2011 إلى نواب المجلس التأسيسي وإلى كافة مكوّنات المجتمع والنقابيين بمشروع دستور يوضّح رؤيته في بناء المشروعية الجديدة لنظام الحكم بالبلاد الذي يطمح إلى إرسائها والتي تقوم على عناصر الحرية والديمقراطية والمواطنة وعلى تلازم الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.