سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتخابات المجلس التأسيسي في تونس.. بين العزوف الشعبي وتهويل الأحزاب السياسية عدم الانتخاب يعني عودة النظام القديم.. أو تسليم الحكم للشيوعيين واللائكيين
انطلقت عملية التسجيل في القائمات الانتخابية للمجلس التأسيسي المقررة للثالث والعشرين من أكتوبر القادم بطيئة في ظل عزوف المواطنين التونسيين عن التوجه لمراكز التسجيل مما أدخل إرباكا على الساحة السياسية بكل أطيافها وتوجهاتها دون أن تستثنى من ذلك الحكومة المؤقتة التي تصرّ على إنجاح هذا الموعد الانتخابي الأول بعد الثورة في إطار الشفافية والنزاهة وهو الإطار الذي يؤكد الجميع - أحزابا وحكومة - غيابه في كل المواعيد الانتخابية السابقة منذ استقلال البلاد ..لكن - العزوف -الجماهيري الذي أعاده البعض الى الممارسات القديمة « التزوير وعدم الشفافية» قي ظل هيمنة حكم الحزب الواحد – دفع كل الأطراف السياسية ومنظمات المجتمع المدني الى حث المواطنين بمختلف الوسائل على التوجه الى مراكز التسجيل للمشاركة بفعالية في الإعداد لمستقبل البلاد ...وقد أكد المنصف المرزوقي الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية على ضرورة كسب المعركة الانتخابية وفرض المجلس الوطني التأسيسي كممثل حقيقي للشعب مشددا على أن عدم إقبال المواطنين على التسجيل بالقائمات الانتخابية سيمكن النظام السابق الذي أطاحت به الثورة الشعبية من العودة للحكم عبر بوابة الديمقراطية.. منبّها إلى ما وصفه ب»المخططات التي تحاك لإفساد المسار الديمقراطي بالمال والحيلولة دون استرجاع الشعب التونسي لسيادته». ومن جهته أكد الاتحاد العام التونسي للشغل تمسكه بضرورة تنظيم انتخابات المجلس التأسيسي في تاريخها المحدد ليوم 23 أكتوبر القادم، وبالنضال من اجل أن تكون هذه الانتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة وشفافة تعكس طموحات الشعب في التخلص نهائيا من مظاهر الظلم والدكتاتورية ... و دعا الاتحاد كافة التونسيين إلى الإقبال المكثف على التسجيل بالقائمات الانتخابية ردّا على كل من يروم الالتفاف على الثورة والتشكيك في قدرة الشعب التونسي على الممارسة الديمقراطية وعلى بناء مجتمع تسوده الحرية والعدالة والمساواة. أما حركة النهضة فقد جاءت دعوتها لأنصارها بتكثيف المشاركة في الاستحقاق الانتخابي القادم «كاسحة « فإلى جانب الاجتماعات العامة والاتصالات المتتالية بقواعدها في مختلف أرجاء البلاد- على شاكلة حزب التجمع المنحل – استغلت الأزمة لحث المصلين على الاستعداد الجيد للموعد الانتخابي حتى لايتركوا مجالا للشيوعيين واللائكيين للانفراد بالمجلس التأسيسي الذي سيصوغ دستورا للحكم في البلاد به يضبط توجهها ومسارها المستقبلي.. هذا الحراك السياسي والدعوات المختلفة وإن تشابهت في شكلها واختلفت في مضمونها لقيت صداها في الآونة الأخيرة لدى المواطنين خاصة بعد أن قامت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بمجهود إضافي باعتماد طرق وسائل حديثة من أجل توفير خدمات أرقى وأسرع لتسهيل التسجيل الذي تغير إيقاعه بتسجيل إقبال أكثر من 104 آلاف ناخب في صبيحة يوم واحد وهو رقم لم يسجل منذ أكثر من أسبوع من فتح مراكز التسجيل الأمر يعد مؤشرا إيجابيا هللت له كل الأطراف في انتظار القادم. وتجدر الإشارة أن عدد المواطنين التونسيين الذين يحق لهم الاقتراع يوم 23 أكتوبر القادم يتجاوز 7 ملايين و600 ألف تونسي.