كان الكثير فيما مضى يتظاهرون بأن الكرة السعودية لاتزال قادرة على العودة لدائرة المنافسة من باب الرفع من المعنويات وعدم تثبيط الروح والاستسلام لليأس على الرغم من استمرار الاخفاقات في اكثر من مناسبة اهمها الخروج من «مونديال 2014»، قبل ان تكشف دورة الخليج الحالية للجميع ان العلة اكبر من ان يتم ترقيعها بالمسكنات وتعالج بالتصريحات وتخفف آلامها بالوعود، اما لماذا يحدث هذا الشيء فلأن العمل لم يتغير قيد انملة نحو الافضلية منذ الانهيار الشهير في كأس العالم 2002، تغير اشخاص ورحل مدربون وابعد لاعبون وشكلت لجان وبقي الفكر كما هو، جميع التعديلات سابقا وحاليا تنطلق من نهج واحد وهو الهروب عن الواقع المر وتحمل المسؤولية، والبعد عن المعاناة الحقيقية للكرة الخضراء اعواماً طويلة، ومع الاسف ان هناك من يطالب اللاعبين بالعطاء والمدربين بالعمل والجماهير بالتلاحم والوفاء وفئات الوسط الرياضي المختلفة بالاتحاد خلف رياضة الوطن وينسى ان هؤلاء لايضعهم على قلب رجل واحد الا العمل الصحيح والمساواة والتخطيط الرامي الى الانتاجية والبعد عن المجاملات التي لايمكن ان تعالج مشكلة، وتقضي على علة، وترسم مستقبلاً مشرقاً، فالشارع الرياضي مليء بالاعذار والعبارات الانشائية والكلام التقليدي الذي يراد به التخدير وامتصاص الانفعال. اولى خطوات التصحيح لابد ان تبدأ من الاتحاد السعودي نفسه بتخليص اللجان من العمل التقليدي واصدار القرارات المفصلية التي تتعلق بمستقبل اللعبة، حان وقت الحزم وتنظيف الساحة ممايشوهها، ويساهم في التراجع بصورة مستمرة، ويتبع ذلك بفتح ملف للتحقيق مع من ورطه الكرة بالهولندي ريكارد الذي لم يضف لها الا المزيد من المشاكل والضياع والاعباء المالية الضخمة التي تجاوزت المائة مليون، لابد ان يُسأل ماهي نتائج هذا المبلغ الكبير؟ واين ذهبت الخطط التي اعلنت مع قدومه؟ لماذا انهارت الاحلام والوعود بين يوم وليلة وانفض السامر من دون ان نجد على من يجيب عن مثل هذه الاسئلة؟، هناك من يقول لماذا لاتتدخل اللجنة الاولمبية في سؤال من احضر ريكارد وماهي المعايير والانجازات لدى المدرب التي جعلت المفاوض يظفر به من دون غيره؟ ونسي هذا السائل ان من يتولى ادارة اللجنة الاولمبية هو الرئيس السابق لادارة المنتخبات ومن اتى بريكارد؟ لذلك لابد ان تكون المبادرة من الاتحاد السعودي الحالي الذي لايلام على التخبطات خلال الفترة الانتقالية على اعتبار انه ادارته مؤقتة ولايمكن لها ان تتخذ القرارات الاستراتيجية الا بعد الانتخاب الذي لم يمض عليه اكثر من شهر، وتتمثل هذه المبادرة بكشف جميع الاوراق للشارع الرياضي والاعلان عن حقيقة البرامج التي قيل إنها ستنفذ خلال 15 عاما مقبلة، ولكنها ذهبت ادراج الرياح، لابد من مراجعة الصرف المالي الكبير على من يقال انهم خبراء ويرسمون البرامج للهولندي والمنتخبات مقابل عقود عالية القيمة. إدارة المنتخبات السابقة خلفت تركة ثقيلة.. واتحاد الكرة مطالب بمحاسبة من ورط «الأخضر» بريكارد مراجعة المسابقات وتعديل النهج واعادة وضع الاحتراف والنظام الرياضي بشكل عام لابد ان تنطلق مع نهاية صافرة الحكم الاوزوبكي رافشان الذي ادارة لقاء المنتخبين السعودي والكويت والذي جاء نتيجة مخيبة لآمال ومؤكدة للفوضى والعبث الاداري في عهد الادارة السابقة للمنتخبات والتخبط الفني والواقع الهش ومنذرة بمستقبل غامض، ونظن ان اقالة ريكارد وحل المنتخب وترتيب الاوراق من جديد هو الحل الامثل، ونقطة اخرى لابد ان يلتفت لها الاتحاد الجديد وهي التصدي للاساءات التي يتعرض لها اللاعبون، وماحدث ضد قائد المنتخب قبيل البطولة بأقل من 72 ساعة إلا احد العلل التي ساعدت في بعثرة اوراق المعسكر «الاخضر» في الوقت الذي كانت اروقة المنتخبات الاخرى تنعم بالاستقرار نتيجة حكمة وحنكة من يتولى الاشراف عليها، صحيح ان ذلك بعض من مسؤولية الاعلام الذي يجب ان يتحلى بالوطنية، ولكن المسؤولية الكبرى تقع على اتحاد اللعبة الذي ظل عاجزا عن ايقاف مسلسل الاساءات للاعبين حتى اثر ذلك على معنوياتهم وهز العلاقة فيما بينهم ومع ومدربهم واضعف من روحهم المعنوية حتى شاهدنا المنتخب السعودي لأول مرة بشخصية تعيدنا الى ايام البدايات وقبل ان يشع نور الاحتراف وتصبح الكرة صناعة واستثماراً وسباقاً بين الدول على تطويرها والدليل ماحدث امام الكويت عندما بحث «الاخضر» عن الفوز فوجد نفسه يخرج من البطولة بالخسارة التي كانت متوقعة عطفا على الشخصية المهزوزة والاجواء غير الصحية التي تعيشها الرياضة بصورة عامة. ايضا من المشاكل التي لابد ان يتصدى لها الاتحاد السعودي التركة الثقيلة التي خلفها الاتحاد السابق وادارة المنتخبات السابقة، وهذا لن يتم إلا بقرارات مفصلية تعيد للعبة هيبتها ورونقها ومحبة الناس لها بدلا من الترهل الذي ارهق الجسد الرياضي وجعله يعيش في عجز كبير حتى مر بمنعطفات تاريخية اشبه بالنقطة السوداء في تاريخه منذ تشكيل لجنة المنتخبات عام 2006، ثم اللجنة التي ودعت قبل فترة قليلة، وماهو المانع ان يكون التغيير جذرياً حتى تتنفس الكرة هواءً نقيا واجواء تساعدها على الاستقرار، وجميع الاصلاحات موجودة في برنامج احمد عيد الانتخابي الذي نأمل ألا تكون فقط ورقة اراد اللعب بها فقط ايام الانتخابات وشبيهة بوعود وبرامج محمد المسحل التي لم نشاهدها على ارض الواقع بل فقط عبر الإعلام.