ما بني على باطل فهو باطل، وماكان اساسه هشاً حتما سيكون آيلا للسقوط في اي لحظة، هذا هو الواقع، وهذا مع الاسف ما يحدث للرياضة السعودية وكرة القدم تحديدا، منذ عشرات الاعوام، والغيورون على رياضة بلدهم والعقلاء يحذرون من مغبة العمل الخاطئ والمجاملات في ادارة الامور واتخاذ القرارات، ولكن لاحياة لمن تنادي حتى اُنهك الجسد الرياضي واصبح ليس لديه مناعة للتصدي لمختلف العثرات، العلة واضحة والمشكلة لاتحتاج الى نظارات طبية، ومع هذا هناك من تجاهلها، واصبح يركز على الهوامش ولايقدم العلاج الشافي حتى بتنا نقرأ ونسمع من ينتقد اتحاد "احمد عيد" وكأنه مسؤول عن الارث الكبير من الاخطاء والاحتقان، ولم يكن لغيره اي علاقة، ونسوا ان عيد غير مسؤول عن تلك التراكمات التي ولدت ضياعا في بوصلة الكرة السعودية نحو النجاح، هو الآن مع فريقه مسؤول عن محاولات الاصلاح قدر الامكان خلال الفترة التي تلت انتخابه رئيسا خلال شهر ديسمبر الماضي وتلك لايمكن الحكم على عمله من خلالها سلبا او ايجابا، وما يحدث من انهيار في الكرة السعودية ليس مسؤولا عنه، لانه نتاج لعمل خاطئ تسير عليه منذ عشرات الاعوام فلا ترسلوا له اللوم. لوموا من سنَّ للرياضة نظاماً متخلفاً ولوائحَ بالية ومسابقات عشوائية واجواء ملوثة بالتناحرات واحترافاً اعرج جعل بعض اللاعبين يتركون وظائفهم وبعدما طردتهم الاندية وتوهقوا اصبحوا يتسولون من دون ان يجدوا من يضمن لهم حقوقهم وكرامتهم، لوموا اللجان التي تنام وتصحو على القرارات المتناقضة، لوموا من حفظ القضايا المهمة والحساسة في الادراج ولم يتخذ اي قرار حازم بشأنها، لوموا من اذا اتخذت اللجان قرارا تجاه حدث معين او تصرف مشين قال (الغوه او اجلوه)، هذا هو ما اضرَّ بالكرة السعودية ووضعها في الاختبار مع نفسها فقط بعدما كانت تقارع اقوى المنتخبات وتفوز عليها، لوموا من ظن ان العمل في الاتحادات واللجان وأي جهة مرتبطة بهم محصور على الاصدقاء والاقارب ومن يرتبط معهم بمصالح، هؤلاء هم من ضيَّع رياضة الوطن وجعلها تسلك طريق العثرات والانكسارات. لاتلوموا ريكارد على تخبطاته الواضحة، لوموا من أتى به وحاول طيلة الفترة الماضية ان يقنع الشارع الرياضي انه هو الانسب لقيادة المنتخب وهو يسكن في مدينة والمنتخب واتحاد الكرة في اماكن بعيدة عنه، لوموا من دغدغ مشاعر الشارع الرياضي بالوعود التي ذهبت معه الى اللجنة الاولمبية، والخوف كل الخوف ان لايشمل الاخفاق المنتخب انما المنتخبات الاخرى على اعتبار ان "الاولمبية" مسؤولة عن الاتحادات وبالتالي لانلمس اي تحسن، لوموا من ورط الاتحاد الحالي بقيمة عقد الهولندي الباهظة ومن وقَّع معه على استلام شرط العقد كاملا ان تمت اقالته في أي وقت، لوموا من سنَّ المجاملات في الشارع الرياضي وترك الصغير يتطاول على الكبير ويصبح له شأن بل يوضع في منزلة "الحظوة". اما من يحمِّل عيد تبعات العمل الخاطئ فهو يظلم الرجل بتحميله اشياء لاعلاقة له بها، بل يريد ان يصرف الانظار عن أخطاء استراتيجية هوت بالرياضة الى مكانة لاتليق بها