قبل نحو أربعة أعوام خرج محمد بن همام ليصف دورة الخليج بأنها "دورة شيوخ" محاولاً التقليل من قيمتها على غير صعيد، رغم أنه حاول الهروب من تصريحه بعد ذلك بتصريحات تبريرية بعد أن وجد حملة شعواء في انتظاره من غير بلد، ومن أكثر من جهة، وخصوصاً من جهة الشيوخ أنفسهم. ابن همام الذي فاجأ الأوساط الرياضية في الخليج باعتبار أن تصريحه جاء في سياق التقليل من قيمة الدورة، إلا ان الحقيقة التي لا مناص منها أن "الشيوخ" كانوا ولا زالوا وراء بقاء الدورة كقيمة خليجية من أكثر من بعد، والدورة كذلك لا زالت تقوم وتقوى على دعمهم لها، دون الهروب من حقيقة أن أكثر من يستفيد منها إعلامياً هم الشيوخ أنفسهم، بل إن معاركهم الرياضية كانت ولا زالت توقد فيها، وهي أحد مقومات نجاح الدورة إعلامياً وجماهيرياً، ويكفي أن معركة ابن همام مع الشيخ أحمد الفهد استعرت في دورة الخليج، إذ لا ننسى محاولة الأخير تحجيم ابن همام في "خليجي 16" التي استضافتها الكويت فيما عرف يومها بقضية المنصة. معارك الشيوخ في دورة الخليج لا يبدو أنها ستنتهي، فنحن نشهد حالياً معركة كرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي التي تدور رحاها بين الشيخ سلمان بن إبراهيم ويوسف السركال، واللذان يتمترسان خلف شيوخ بعضهم يدعم في العلن، وآخرون في السر كأحمد الفهد الذي لا يخفي وقوفه وراء سلمان بن إبراهيم، في حين يجد السركال الدعم من شيوخ بلاده كما يجد التأييد من شيوخ قطر؛ باعتباره بديل ابن همام في المنصب الكبير. أحمد الفهد أو رجل المعارك الرياضية الأول في الخليج أطل مؤخراً على مسرح الأحداث مستثمراً دورة الخليج وقال انه وراء اقصائه من المشهد الرياضي وبطلب من رؤساء الاتحادات الخليجية، وهو ما نفاه أكثر من رئيس، ولم يكتفِ بذلك بل اختطف الصورة في حفل الافتتاح حينما بدا وكأنه ثالث ثلاثة مع بلاتر وبلاتيني، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حينما وجه سهامه الإعلامية باتجاه قطر خالطاً الرياضة بالسياسة. تصدر الفهد لمشهد الأحداث في "خليجي 21" لم يأت اعتباطاً، إنما وفق عملية مرتب لها بدقة؛ خصوصاً من جهة استقباله لبلاتيني في الكويت ومرافقته للمنامة، وقد فعل ذلك ليقول بالفم الملآن للسركال ومن هم خلفه: أنا رجل آسيا الأقوى ومن يحدد اتجاه بوصلتها الرياضية كيفما شئت، بل قال ما هو أعظم حينما قال بأنه الرجل الثاني في المشهد الرياضي العالمي. هذا الرسالة وصلت واضحة للسركال وبالطبع لابن همام، بل لكل من يدعمونه من وراء الصورة، وقد عبر السركال عن ذلك بوضوح حين أشار إلى أن سلمان بن إبراهيم قد بدأ حملته الانتخابية في دورة الخليج، وأنه هو الآخر قد حضر للمنامة وعلى رأس مهماته "التربيط" مع من أصحاب الشأن من ضيوف الدورة، بل إن المعركة ستمتد نيرانها إلى أبعد من ذلك في قادم الأيام. هذا الواقع الذي تشهده "خليجي 21" إنما يكشف شيئاً مما ذهب إليه ابن همام في تصريحه قبل أعوام من أن الدورة هي "دورة شيوخ" وإن كانت من غير زاوية الاستخفاف الذي أراده من ذلك التصريح؛ إذ أن ما تفضي إليه الدورة حالياً وهي في بدايتها إنما تؤكد على أنها تشهد معركة شيوخ بامتياز