تشهد العيون الساخنة في جازان إقبالا من الأهالي والزوار خاصة مع اعتدال الجو ودخول فصل الشتاء، وتلعب هذه العيون دوراً مهماً في السياحة العلاجية لعلاج الأمراض المختلفة مثل آلام المفاصل والروماتيزم والحساسية الجلدية، وتضم منطقة جازان العديد من العيون الساخنة التي باتت مقصداً للباحثين عن علاجات صحية معينة إضافة إلى كونها نقطة جذب للسائحين الذين تجذبهم مثل هذه الظواهر. أكثر العيون الساخنة إقبالا "عيون الخوبة" والواقعة بمحافظة الحرث وتبعد هذه العين عن مدينة جازان قرابة الثمانين كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي ونحو ثلاثة كيلو مترات عن الطريق العام المؤدي إلى الخوبة ومن هذا الطريق يمكن أن يشاهد الزائر سحب الأبخرة البيضاء تتصاعد من مياهها التي تبلغ حرارتها نحو 70 درجة مئوية بفعل مرورها في أعماق الأرض بالقرب من مناطق الصهارة البركانية وتنساب مياه هذه العين الساخنة جداً في وادي خلب القريب منها وعلى الرغم من اختلاط مياهها بمياه الوادي فإنها تبقى لمسافة كيلومتر تقريباً ساخنة إلى درجة تردع الزوار عن الاغتسال خلال فصل الصيف، ويقصد عين الخوبة الكثير من السياح والمصطافين من أهالي المنطقة فمنهم من يقصدها للاستماع بها وبمناظرها الطبيعية الجميلة ومنهم من يقصدها بحثاً عن علاج المشاكل الصحية. طبيا؛ أوضحت دراسات طبية أن مياه العيون الساخنة تتدفق من باطن الأرض بقوة الضغط نحو الأرض ما بين الشقوق الصخرية وفق منسوب المياه وطبيعة الأرض وخلال وجود هذه المياه في الخزانات الجوفية فإنها تكتسب الحرارة من حرارة محيطها وفي حالة عين الخوبة فإن حرارة المياه تكاد تقترب من درجة الغليان، ورغم فقدانها بعض هذه الحرارة في طريقها إلى السطح فإنها تصل بحرارة قد تبلغ أحيانا 70 درجة مئوية كأقصى حد، ويكون لون المياه أصفر أو مائلاً إلى الصفرة حسب نوع الأملاح والمعادن المذابة بها خلال اختراقها الصخور المحتوية على هذه الأملاح والمعادن. المنتجع الجديد سيساهم في زيادة الإقبال والعين الساخنة في خصائصها الكيميائية تحتوي على 14 عنصراً كيميائياً مثل كربونات الكالسيوم وأملاح ثاني أكسيد الكالسيوم والحمض السليكوني وحمض الهيدروكلوريك وحامض الكبريت وأشعة "جاما" الذائبة في الماء، وقد أكدت الدراسات الطبية التي أجريت على مياه العيون الساخنة أنها ذات فوائد كبيرة في علاج الأمراض الجلدية لاسيما الحساسية، بالإضافة إلى أمراض الروماتيزم كما أنها تحتوي على معادن مختلفة بتركيز عال أهمها الكالسيوم والماغنسيوم والكوريد والكبريتات للاستحمام بها فوائد عديدة فهي تعالج الأمراض الجلدية مثل الصدفية والاكزيما، حيث أظهرت النتائج تحسناً كبيراً لدى المرضى الذين كانوا يعانون منها واستمروا على استخدام مياه العين كما أن الرواسب الطينية لهذه المياه تستخدم لعلاج بعض الأمراض ومنها الروماتيزم ويقصد العين الساخنة الكثير من الزوار والسياح من اجل الاستحمام في مياهها خلال فصل الشتاء والبعض يقصدها من أجل رؤيتها والاطلاع عليها كظاهرة طبيعية غير مألوفة وكذلك ملامسة مياهها الساخنة فهي محطة ومعلم سياحي من معالم المنطقة. من جانبه أكد المهندس رستم كبيسي مدير هيئة السياحة والآثار بمنطقة جازان أن هذه العيون معلم سياحي مهم، حيث يقصدها الناس من أهل المنطقة والمصطافين والسائحين من اجل العلاج والاستثمار والترفيه، واوضح انه يتم حاليا تجهيز منتجع سياحي وعلاجي في آن واحد بالتعاون مع بلدية الحرث والهيئة العامة للسياحة والآثار، المنتجع الجديد يحتوي على مسابح صغيرة وصالات مخصصة للعلاج بالمياه الساخنة وصالات الانتظار للنساء والرجال ودورات المياه ومحلات تجارية وكوفي شوب ومحلات حرفية من اجل أن يتعرف الزائرون على الحرف الجيزانية المميزة وحتى يستطيع المستثمرون الاستثمار في المشروع. ممازحة بين اثنين من الزوار