حضر علي ناصر من مدينة بيش مع أبنائه إلى العين الحارة في الخوبة بمنطقة جازن لإصابة أحدهم بحساسية في الجلد، بينما حضر عبدالله هادي أزرق من جدة إلى العين، لما سمعه عن فائدتها في علاج بعض الأمراض. أما ماجد خلوي فقد جاء مصطحبا عائلته لما فيها من فوائد، فيما تواجد خالد حسن مع رفاقه مبكرا لحجز مكان مناسب قريبا من العين الحارة؛ نظرا للزحام الذي تشهده المنطقة خلال إجازة الصيف. وغير هؤلاء المواطنين كثير ممن يأتون من خارج المملكة إلى العيون الحارة في جازان بقصد الاستشفاء من بعض الأمراض والتنزه، ولاسيما أن المنطقة تزخر بالعديد من عيون المياه المعدنية منها الحارة ومنها الفاترة ومنها الباردة، وتنبع أهميتها من احتوائها على مواد معدنية في شكل أملاح ومواد كيميائية مذابة تعد علاجا لبعض الأمراض خاصة الجلدية والروماتيزمية. بين الدكتور علي الحكمي جمل أن لتلك العيون فوائد صحية، فقد أثبتت الدراسات أن مياه تلك العيون تفيد في علاج عدة أمراض خاصة الروماتيزمية والجلدية والفطرية ومنها التهاب المفاصل الروماتيزمي ونقرس المفاصل والتهاب غضروف المفاصل وتيبس المفاصل وروماتيزم العضلات وما بعد جراحات الرضوض والكسور واضطرابات الدورة الدموية السطحية والتهاب الأعصاب المحيطة والتهاب الجيوب الأنفية وأمراض الجلد (أكزيما، فطريات، صدفية). وتختلف درجة حرارة المياه باختلاف مصادره، فالمياه الحارة هي التي تأتي من أعماق بعيدة أو لقربها من البراكين، بينما تخف درجة الحرارة كلما كانت مصادرها أقرب للسطح. العين في الخوبة ومن أهم تلك العيون، العين الحارة في الخوبة، وتقع على بعد 80 كيلو مترا تقريبا من جازان في الناحية الشرقية الجنوبية شمال الطريق العام المؤدي إلى الخوبة بمسافة تقدر بحوالى 3 كيلو مترات، وتنبع مياهها من كتلة صخرية بركانية، وتشاهد من الطريق العام سحب من الدخان الأبيض المتصاعد من أبخرتها ومائها شديد الحرارة، وتنساب من مجرى وادي خلب القريب منها. عين الوغرة وتنبع عين الوغرة من بين الصخور إلى مجرى وادي خلب وهي مرتفعة الحرارة وتقع في جهة (قوا) شرق العين الحارة بمسافة 4 كيلو مترات تقريبا، وتقع أيضا شمال طريق جازان الخوبة بمسافة كيلو مترين، ويقصدها الزوار بكثرة ومنهم من يمكث بها يومين وأحيانا ثلاثة أيام. وخلافا للعين الحارة الأولى، تقع العين الحارة في وادي جازان شمال شرق مباني مسكن مشروع السد (سد وادي جازان)، وهي عبارة عن حقل من الماء في أرض سبخة رمادية اللون تغطيها أشجار الحلفا وشجيرات النخل البري. عين وغرة بني مالك تقع عين وغرة بني مالك في جبال بني مالك على مقربة من الحدود اليمنية، وتنبع من جبل هناك وتنحدر إلى مجرى أحد روافد وادي ضمد وهي مرتفعة الحرارة، وقد بني لها حوضان أحدهما للرجال وآخر للنساء، ويقصدها أناس كثيرون من مناطق عدة. عبدالله السعيدي القادم من المدينةالمنورة يقول «أحرص بشكل سنوي على الحضور لمياه العين الحارة في جازان؛ لما تتمتع به من مقومات سياحية وعلاجية، ولكن هناك مأخذ على القائمين في العين في توفير خدمات عامة للزوار والمرضى، فالمكان لن تكتمل روعته ما لم تتوفر فيه العديد من المقومات لجذب السياح». أما مصلح البقمي من جدة فقال: المشكلة في عدم وجود لوحات تعريفية لمنطقة العين الحارة، لكونها خارج المدينة، ما يعرض الزائر والسائح لتوهان إلى حين الوصول للعين. وتساءل عن أسباب غياب وسائل الإعلام عن مثل هذه المواقع السياحية؛ كونها ثروة وطنية تمتلك مقومات سياحية عالية. الاستثمار السياحي ورغم أهمية تلك الينابيع في تشجيع السياحة الداخلية والتسهيلات التي تقدمها إمارة المنطقة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة مثل الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة المنطقة للمستثمرين، إلا أنها مازالت تفتقر للاستثمار السياحي من رجال الأعمال، حيث أكد مدير جهاز السياحة في المنطقة رستم الكبيسي أن مشاريع الاستثمار في العيون الحارة قد عرضت أكثر من مرة ولكن للأسف لم يتقدم إلا القليل من رجال الأعمال للاستثمارفيها. من جهته، ذكر رئيس بلدية الخوبة عبدالله العلياني أن مشروع استثمار العين الحارة في الخوبة سوف يرى النور قريبا.