"بركة الفضلي" ستينية عربية مقيمة بإحدى الدول الخليجية، تعاني من روماتيزم حاد ، أنفقت - كما تقول- آلاف الدولارات في رحلة علاج طويلة في عدد من المشافي الخاصة، وبعض مراكز الاستشفاء العربية، إلا أنها وبعد معاناتها التي استمرت لأكثر من عامين قررت المجيء إلى حمام "تيرمال" في تركيا. ويقول نجلها الأكبر المهندس حسام العولقي أنه جاء لحمامات "تيرمال" بعد استشارته عدداً من الأطباء المتخصصين في الروماتيزم عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الذين نصحوه باصطحاب والدته إلى مدينة "يلوفا" التركية، لتمتع مياهها المعدنية بخصائص علاجية، وبأسعار غير مكلفة تنافس مراكز الاستشفاء العربي المماثلة، إضافة إلى تميزها بطبيعة ساحرة تجذب السياح. ويضيف:" بالفعل قمت بترتيب رحلة العلاج هذه التي أصفها بالسياحة العلاجية، ووجدت أثرها في تحسن الوالدة بشكل ملفت للنظر بعد عدة جلسات في الينابيع الساخنة في حمام تيرمال". "الفضلي" نموذج للعديد من السياح الذين يأتون خصيصا لمنطقة "يلوا" أو "يلوفا" التركية التي تقع على الشاطئ الجنوبي لبحر مررة، حيث تمتاز هذه المدينة الصغيرة بأنها واحدة من أهم الوجهات العلاجية العالمية، والشرق أوسطية لعلاج أمراض الروماتيزم، والجهاز الهضمي، والاضطرابات العصبية والبولية، والمشاكل الأيضية، للخصائص العلاجية التي تحتويها ينابيعها الساخنة. "الينابيع الساخنة" جعلت هذه المدينة الأكبر جذباً للسياح في تركيا، حيث تشتهر بالمناظر الطبيعية والمناطق الزراعية الكبيرة، ويمكن أن يقصدها الزائر عبر "العبارة البحرية" من إسطنبول في خمسين دقيقة. يقول أحد مشرفي أحد الحمامات بالمدينة، ويدعونه حاج إسماعيلي "تقع حمامات "تيرمال" على بعد يقارب عشرة كيلومترات من جنوب غرب مدينة يلوفا، وهي معروفة بمياهها المعدنية الاستشفائية الصالحة للاستحمام والشرب، والينابيع الساخنة في المدينة تعتبر منفذاً للمياه الطبيعية، حيث تتدفق بمعدل 15 لتراً في الثانية الواحدة"، مشيراً إلى أن إدارة الحمام راعت في منتجعها العلاجي الخصوصية بتوفيرها قسماً خاصاً للعوائل، وآخر للشباب. وعن طبيعة الينابيع الساخنة، قال "إنها تتكون من كلوريد الصوديوم، وكبريتات الكالسيوم، والفلورايد، وتتراوح درجة حرارتها ما بين 57 إلى 60 درجة سلسيوس( وهي وحدة لقياس درجة حرارة غليان الماء)، مع ميزة أخرى وهي أن درجة حموضة تلك الينابيع المعدنية تسمح للقاصدين بالاستحمام والشرب منها". أسر عربية كثيرة تخصص إجازتها السنوية لزيارة هذه الينابيع الساخنة، ومنها عائلة محمد السعيدي من الإمارات العربية المتحدة الذي يشير في حديثه إلى "الوطن" إلى أنه يقضي إجازته السنوية مع أسرته منذ ثلاثة أعوام على التوالي بين "ينابيع يلوفا المعدنية" للعلاج من بياض كبير فوق سطح الجلد ناتج عن نقص الفيتامينات، مشيراً إلى أن هذه المياه ساعدت على اختفاء ما يقارب 60% من هذا البياض حتى الآن. على مدار العام والحركة صوب هذا الحمام لا تهدأ - حتى في أجواء الشتاء الباردة - سواء من أهل البلاد أنفسهم "الأتراك"، أو من العرب والخليجيين، إن لم تكن الزيارة بدافع الاستشفاء العلاجي من الأمراض، فهي بقصد "الاستمتاع بمياهه المعدنية الساخنة.