شهدت مدينة كراتشي الساحلية الواقعة في أقصى جنوبباكستان ثلاثة انفجارات متتالية صباح يوم السبت، حيث قامت عناصر إرهابية مجهولة الهوية بنصب قنبلة أمام مكتب لإحدى الأحزاب السياسية في ضاحية "أورنغي" بكراتشي، والتي تم تفجيرها عن طريق جهاز التحكم من بعد مما أدى إلى تدمير المكتب وعدد من السيارات كانت متوقفة بالقرب منه، ولم يسفر الانفجار عن أي خسائر في الأرواح، وكشفت التحقيقات المبدئية بأن القنبلة كانت محلية الصنع، وفي ضاحية "بلدية تاون" قامت عناصر مسلحة مجهولة الهوية باستهداف دورية للشرطة بقنبلة يدوية، مما أدى إلى إصابة اثنين من رجال الشرطة بجروح طفيفة، فيما نجحت الشرطة في اعتقال المهاجمين وصادرت ما بحوزتهم من المسدسات اليدوية الغير مرخصة، وفي ضاحية "سائت" انفجرت قنبلة مؤقتة بالقرب من إحدى المحلات التجارية، والتي أسفرت عن تحطم ثلاثة محلات، بينما أنها لم تتسبب في سقوط أي ضحايا، لأنها انفجرت عندما كانت المحلات مغلقة. هذا وقد قامت الشرطة المحلية في كراتشي بتطويق المناطق المذكورة لإجراء التحقيقات. من ناحية اخرى نفت السفارة الأمريكية لدى باكستان دعمها لرجل الدين الباكستاني طاهر القادري الذي أعلن بأنه سيقيم اجتماع شعبي ضخم في العاصمة الباكستانية إسلام آباد في 14 من شهر يناير الجاري ليحول العاصمة إلى ميدان التحرير، وأن يعتصم فيه المؤيدون لأجندته لغاية أن تلبي الحكومة الباكستانية مطالبه، وهي القضاء على جميع مظاهر الفساد الإداري والمالي وتطهير الحكومة الباكستانية من الشخصيات الفاسدة. وحسب جريدة "جنك" اليومية الباكستانية، فقد أوضح القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية لدى باكستان رتشارد هوغلاند بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تدعم طاهر القادري، كما أن بلاده لا تدعم الأحزاب السياسية سواء على مستوى المجموعات أو الأفراد. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث أوضح بأن بلاده تؤيد عقد الانتخابات بطريقة شفافة ونزيهة في باكستان. وفي معرض رده على سؤال حول الغارات التي تشنها طائرات الاستطلاع الأمريكية في منطقة القبائل الباكستانية المحاذية للحدود الأفغانية، أوضح المسؤول الأمريكي بأن بلاده تهدف إلى قمع الإرهاب في تلك المناطق، كما أن الإدارة الأمريكية ترغب في أن يستتب الأمن والاستقرار في باكستان. يذكر أن رجل الدين الباكستاني طاهر القادري كان قد عقد اجتماع ضخم في مدينة لاهور الأثرية في 23 ديسمبر 2012م، شارك فيه نحو 40 ألف شخص، أغلقت فيه الحركة التجارية وحركة المرور في معظم أنحاء لاهور، مما أثار مخاوف الشخصيات والأحزاب السياسية الكبرى في باكستان بما فيها حزبي نواز شريف والرئيس آصف علي زرداري. هذا وقد جاء نفي السفارة الأمريكية أعقاب الاجتماع الذي عقده الملا طاهر القادري رئيس جماعة "منهاج القرآن" في لاهور وهدد فيه الحكومة بتسيير مسيرة ضخمة نحو إسلام آباد حال عدم التزام الأطراف الحكومية بالدستور الباكستاني، والذي تبعته شائعات بأن قادري يسعى من خلال نشاطه السياسي إلى تأجيل الانتخابات في باكستان.