بدأت موجهة العنف الدموي تعصف بباكستان مع دخول شهر محرم، والتي بدأت تأخذ اتجاهاً حاداً متمثلة في شكل العمليات الانتحارية والأخرى الهجمات المسلحة وظاهرة الاغتيال المستهدف. حيث وصل عدد ضحايا مختلف العمليات الإرهابية في باكستان إلى 31 قتيلاً و89 جريحاً خلال يوم واحد فقط. حيث لقي ما لا يقل عن 23 شخصاً مصرعهم، بينما أصيب نحو 62 آخرون بما فيهم رجال الأمن في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد، إذ قام مهاجم انتحاري بالتسلل إلى تجمع ديني، وفجر نفسه مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص في الفور وإصابة أكثر 75 شخصاً بجروح، فيما بعد ارتفعت أعداد القتلى لعدم مقاومتهم للإصابات. وأفادت الشرطة المحلية بأن الانفجار كان عنيفاً لدرجة أنه أدى أيضاً إلى تدمير عدد من المحلات التجارية والسيارات التي كانت تحيط بنقطة الانفجار. هذا وقد تم الإعلان عن حالة الطوارئ في جميع المستشفيات الواقعة في العاصمة الباكستانية ومدينة راولبندي المجاورة لها، إلى جانب تشديد الإجراءات الأمنية في المدينتين المذكورتين والمدن الباكستانية الأخرى. وسبق هذا الحدث عمليتان إرهابيتان أولهما وقعت في مدينة "بنو" الواقعة في إقليم "خيبربختونخواه" الشمال الغربي من باكستان والتي راح ضحيتها نحو 6 أشخاص بينما أصيب نحو 9 آخرين بجروح، حيث فتح مسلحون مجهولون النيران على نقطة للشرطة في منطقة "بنو"، والذي أدى إلى سقوط الضحايا المذكورين. وفي العملية الثانية قتل شخصان، وأصيب 7 آخرون، بانفجار وقع في مدينة كراتشي بجنوب باكستان. والذي ألحق أيضاً أضراراً كبيرة بالمتاجر. وفي مدينة "كويته" عاصمة إقليم بلوشستان الجنوب الغربي من باكستان قتل ما لا يقل عن 5 جنود باكستانيين في انفجار قنبلة موقوتة استهدفت آلية عسكرية كانت ترافق حافلة مدرسية، بينما أصيب ما لا يقل عن 21 شخصاً بجروح من بينهم 18 مدنياً. وكشفت التحقيقات المبدئية بأن القنبلة وضعت على دراجة نارية وتم تفجيرها عن بعد عند مرور الحافلة. وفي مدينة بشاور عاصمة إقليم "خيبربختونخواه" الباكستاني تمكنت الشرطة المحلية من اعتقال انتحاريين اثنين وصادرت بحوزتهم على أحزمة ناسفة. وأفادت الأنباء الواردة من المنطقة بأن الانتحاريين استسلموا أمام الشرطة وطلبوا منهم نزع الأحزمة الناسفة. السفير الأمريكي لدى باكستان من جانبه أكد السفير الأمريكي المعتمد لدى باكستان رتشارد اولسن بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستواصل دعمها لباكستان لمواصلة الحرب الدولية ضد الإرهاب، كما أعرب عن قلق بلاده تجاه الهجمات الإرهابية التي شهدتها مدن كراتشي، كويته وراولبندي المجاروة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد، والتي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء. جاء ذلك في بيان رسمي صادر عن السفارة الأمريكية في إسلام آباد، وذلك وفقاً لما نقلته قناة "جيو" الإخبارية الباكستانية، والذي تطرق إلى الظاهرة الإرهابية التي بدأت في باكستان مع الدخول في شهر محرم، حيث نددت السفارة الأمريكية بتلك الهجمات، كما أشادت بالجهود والتضحيات التي قدمتها باكستان في سبيل محاربة الإرهاب.