أصيب رئيس مصلحة الشرطة القضائية بمراكش وعميد شرطة وسبعة أمنيين آخرين خلال محاولة القوات الأمنية، أمس الخميس، وضع حد لمواجهات دامية اندلعت بين مجموعة من الطلبة بالحي الجامعي للمدينة. وذكر شهود عيان أن مواجهات عنيفة اندلعت بين طلبة ينتمون إلى فصيل "قاعدي" (يساري راديكالي) وآخرين من أصول صحراوية ينحدرون من الأقاليم الجنوبية. وتسبب خلاف بسيط بين طالبة صحراوية وزميلتها في نفس الغرفة بالحي الجامعي إلى وقوع ردود فعل عنيفة بين الطلبة "القاعديين" وزملائهم الصحراويين. وانتقلت المواجهات بين أزيد من 300 طالب من الحي الجامعي إلى الأحياء المجاورة واستعملت فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء، من سيوف وسكاكين وسواطير، ما أسفر عن حدوث إصابة خطيرة في صفوف العشرات من الطلبة. وواجه الطلبة قوات الأمن التي حاولت وضع حد لهذه المواجهات بالحجارة والقنينات الزجاجية الحارقة وقنينات غاز من الحجم الصغير. واستعملت فرق التدخل السريع ناقلات الشرطة المضخة للمياه لتفريق الطلبة، واستطاع الأمن السيطرة على الموقف واعتقل حوالي 14 طالبا، بينما تحصن الآخرون بالحي الجامعي، كم حجز العشرات من الزجاجات الحارقة وقنينات الغاز والأسلحة البيضاء وصفائح البنزين. غير أن تدخل القوات الأمنية لم يمر دون وقوع إصابات في صفوف رجال الأمن أنفسهم، على رأسهم رئيس مصلحة الشرطة القضائية بالمدينة، الذي تعرض لإصابة خطيرة في رأسه نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما أصيب عميد شرطة آخر وبعض عناصر فرقة التدخل السريع. وتلقت المصالح الأمنية تعليمات صارمة من النيابة العامة تحثها على فتح تحقيق معمق في هذه الأحداث واعتقال المتورطين فيها وإحالتهم على القضاء.