دان وزير الداخلية الطيب الشرقاوي والخارجية الطيب الفاسي السقري، ما وصفاه، ب «الأساليب الوحشية التي استخدمتها ميليشيات مسلحة» ضد القوات المغربية، لدى محاولتها تفكيك خيام نازحين صحراويين في ضواحي العيون الأسبوع الماضي. وأتم أول خروج إعلامي للوزيرين المكلفين إدارة ملف الصحراء بعرض شريط فيديو التقطته كاميرات الأمن المغربي، يُظهر أحد الملثمين وهو يذبح أحد أفراد قوات الأمن بطريقة وحشية. وعلق الوزير الشرقاوي على ذلك بالقول «لم يسبق ان عرفنا في المغرب مثل هذا النوع من الأعمال البريرية، وهذا الأسلوب الجديد من نوعه» متهماً جهات خارجية بالوقوف وراءه. أضاف: «هناك في منطقة الساحل جنوب الصحراء، يوجد من يقوم بهذا العمل»، في إشارة الى تنامي الحركات الإرهابية، وعرض مسلسل الأحداث مؤكداً انها اسفرت عن مقتل عشرة عناصر من قوات الأمن، بينهم أحد افراد الوقاية المدنية، إضافة الى اصابة 70 آخرين من القوات، وأربعة مدنيين بجراح متفاوتة الخطورة. وقال أن مدنياً واحداً قتل عندما صدمته سيارة رباعية الدفع كان يقودها ملثمون في شارع عرف المزيد من اعمال الشغب. وأوضح وزير الداخلية المغربي ان تدخل قوات الأمن التي لم تستخدم اي سلاح ناري جاء بعد نفاد كل اشكال الحوار. «لكن قوات الأمن تعرضت لمواجهات عنيفة من طرف ميليشيات مسلحة استخدمت الحجارة وقناني الغاز الحارقة والسلاح الأبيض». وكشفت الصور التي بثت خلال مؤتمر صحافي للوزيرين مساء أول من امس في الرباط عن «حمل افراد الميليشيات سلاحاً أبيض ونحر ضحية داخل المخيمات، وبينت الصور مشاهد لإحراق خيام. غير انه بعد تفكيك خيام النازحين الذين احتجزوا عبر التهديد والقوة، انتقلت المواجهات الى شوارع مدينة العيون. ووصف وزير الداخلية تلك المواجهات انها تنم عن وجود افراد تلقوا تدريبات في أعمال العنف. بخاصة لدى إقدامهم على دهس افراد القوات العمومية بعربات رباعية الدفع. وقال وزير الخارجية الطيب الفاسي السقري ان «بوليساريو» والجزائر «اختارا خطة تقوم على التمويه على مسلسل المفاوضات». وأوضح في مؤتمر صحافي ان بوليساريو والجزائر «كانا يثيران ملفات تتعلق بأوضاع حقوق الإنسان تارة وباستغلال الثروات الطبيعية لإقليم الصحراء تارة أخرى، بهدف تقويض مسار المفاوضات» التي ترعاها الأممالمتحدة. ووصف أعمال الشغب التي عرفتها البلاد بأنها «تشكل مرحلة خطرة في استراتيجية الجزائر وبوليساريو بهدف النيل من المفاوضات الحقيقية التي تدعو إليها الأممالمتحدة» وقال ان تدخل قوات الأمن كان ضرورياً، في ضوء «احتجاز صحراويين كرهائن» مشيراً الى تشابه الأساليب التي استخدمت في مواجهة قوات الأمن وتلك التي تصدر عن تنظيمات إرهابية في الساحل جنوب الصحراء. واتهم المتورطين في تلك الأحداث انهم «ينفذون أجندة خارجية» وأنهم شتات من المهربين والمطلوبين قضائياً. وكشف أن الديبلوماسية المغربية أطلعت الدول الأجنبية على تفاصيل تطورات الأحداث منذ اليوم الأول، مؤكداً انه لا يوجد بلد في العالم يسمح بأن يأتي من يصب الزيت على النار ويتدخل في شؤونه الداخلية، في إشارة الى بعض الصحافة الإسبانية. وأوضح الوزير الفاسي ان وفد بلاده الى المفاوضات طالب بدينامية جديدة لاستئناف المفاوضات، على أساس عدم انطلاقها من نقطة الصفر. وقال: «سنواصل المفاوضات في هذا السياق» وأن بلاده لم تكن طرفاً في تعليق برنامج تبادل الزيارات بين الأهالي المتحدرين من اصول صحراوية.