أنا من المتابعين لما يكتبه الأستاذ سمير عطاالله في صحيفة الشرق الأوسط، وهو يكتب في هذه الأيام عن القصائد التي غُنيت، وقد كتب أخيرا عن (قصيدة) الأطلال، وقد وقع في خطأ، وقع قبله فيه غازي القصيبي وفاروق شوشة، إذ توهموا أنها قصيدة، وهي ليست كذلك، إذ لا يوجد في كل دواوين ناجي قصيدة بهذا العنوان، لأنها مجموعة أبيات متناثرة قام إنسان عبقري أظنه أحمد رامي بتوليفها من عدة دواوين لناجي، وأطلق عليها هذا الاسم، وهو عمل رائع إذ إن الناتج النهائي قصيدة ذات وحدة عضوية ، وفي نفس الوقت قصة درامية لها بداية ووسط أو عقدة ونهاية، تتمثل البداية في هذا البيت: هل رأى الحب سكارى مثلنا***كم بنينا من خيال حولنا ثم تأتي الاستفاقة وانتهاء السكرة : وانتبهنا بعد ما زال الرحيق ** وأفقنا ليت أنا لا نفيق وإذا النور نذير طالع *** وإذا الفجر مطل كالحريق وإذا الدنيا كما نعرفها *** وإذا الأحباب كلّ في طريق ثم تأتي النهاية وهو لقاء قد يتحقق ولا يتحقق : ربما تجمعنا أقدارنا*** ذات يوم بعدما عزّ اللقاء فإذا أنكر خلّ خله *** وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كلّ إلى غايته *** لا تقل شئنا فإن الحظ شاء " وإذا أنكر خلّ خله " مقتبسة من الآية : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " ويروى أن سلّامة قالت ذات ليلة للقس وهما منفردان " أنا أحبك وأنت تحبني فلماذا لا تقبلني ؟ " فأجابها " يمنعني من ذلك قول الله تعالى : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " ثم اشترى يزيد بن عبدالملك الخليفة الأموي سلامة ونقلها من المدينة إلى دمشق، وافترق الحبيبان إلى الأبد.