تعهدت الحركتان المسلحتان المتمردتان شمال مالي "أنصار الدين" و"تحرير الأزواد" ب "توحيد العمل والابتعاد عن العدوان والعمل لإطلاق أي رهينة محتجزة في المناطق التابعة لسيطرتهما". والتزمت الحركتان في بيان مشترك تم التوقيع عليه بالعاصمة الجزائر مساء الجمعة على رفض الإرهاب والعمل على "تأمين المناطق الواقعة تحت سيطرتهما"، والمساهمة سويا في "إطلاق سراح كل رهينة توجد بها". وأدان الناطق باسم أنصار الدين محمد أخاريب وممثل حركة تحرير الأزواد باي ديكامان عقب التوقيع على الاتفاق الذي رعته الجزائر التدخل العسكري شمال مالي، ودعت الحركتان حكومة مالي الانتقالية إلى "ضم جهودها إلى الحركتين لإزالة كل الانحرافات التي أدت إلى المساس بالوحدة الترابية لمالي". ويأتي اتفاق الجزائر بعد ساعات فقط من الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر وتصريح الأخير بشأن الأزمة في مالي من أن بلاده التي "لم تعد تتدخل كما كانت في الأمس" تثق في "إرادة الجزائر التي تسعى إلى تشجيع المفاوضات السياسية والحوار حتى تتمكن كل الأطراف المعنية التي تحترم وحدة مالي وترفض الإرهاب من أن تجتمع بطرق تسمح بالاعتراف نوعا ما بخصوصية شمال مالي". كما يأتي بعد يوم واحد فقط من مصادقة مجلس الأمن الخميس بالإجماع على لائحة تسمح في "مرحلة أولى مدتها سنة" نشر بعثة دولية لدعم مالي تحت إشراف إفريقي تكلف بمساعدة السلطات المالية على استعادة مناطق من شمال البلد تسيطر عليها الجماعات المسلحة الإرهابية والمتطرفة. وكانت الجزائر قبل هذا الاتفاق استقبلت لعدد من المرات ممثلين عن حركة "أنصار الدين" حيث كشف الناطق باسم الحركة "سنده ولد بوعمامة" لوسائل إعلام محلية أن وفودا عن الحركة تنقلت إلى الجزائر والتقت مسؤولين جزائريين وأجرت معهم محادثات حول الوضع القائم حاليا شمال مالي في ظل التهديد الغربي بالتدخل العسكري المباشر بدعوى تحرير المنطقة من أيدي الجماعات السلفية الجهادية.