نشرت صحيفة من أبرز الصحف المصرية «الأهرام» في عددها يوم أمس هذه العناوين: - المتظاهرون أغلقوا مجمع التحرير.. ويهددون بتعطيل مترو الأنفاق - مرشد الإخوان: سندافع عن أنفسنا ومقارنا مهما تكن التضحيات ويسبق هذين العنوانين نموذج ثالث للقوات المسلحة تقول فيه: - لن نسمح بإدخال الوطن في نفق مظلم أريد أن نعود بذاكرتنا كيف كان العراق - بغض النظر عن نوعية الحكم - عندما كان يملك وحدة مجتمع ودولة، ولم يكن يجرؤ عرقي أو طائفي أن يستقل بفئته وأن يحقق شبه استقلال داخلي.. لقد فتح عبدالكريم قاسم أبواب التمزق، حتى انتهى الأمر إلى العصر الحاضر الذي أصبح فيه يأس الوصول إلى الوحدة الاجتماعية أو وضوح التفاهم مع الدول العربية.. ومصر تختلف كثيراً عن أي دولة عربية في السبع الدول ذات الخلافات الساخنة والمستمرة، لأن مصر لا تخضع لمؤثرات تأتي من خارجها مثل بعض تلك الدول.. والخلل الكبير هو استمرارية ما يحدث، بل تزايد تنوّعه وتعدّد مخاطره.. يضاف إلى ذلك أن منطق المتخالفين وذوي النزاعات ليس منطقياً إطلاقاً، حيث لا يجب أن يُفتح المجال لصراع سلطات حكم؛ وإنما لكفاءات حكم تمثّل كل الفئات السياسية.. تعيد مصر إلى إشراقها المجيد الذي أوجد لها أرقى وجود ثقافي وفني فاق المنطقة بكاملها.. ثم كيف نقرأ تصريح القوات المسلحة الرافض إدخال الوطن في نفق مظلم؟.. لماذا لم يكن هناك تدخّل قبل الوصول إلى احتمالات النفق المظلم؟.. بعد خروج الرئيس حسني مبارك من رئاسته وهو داخل بلده.. لماذا لم ترعَ القوات المسلحة - وليس أي فئة أخرى - إنجاز الوصول إلى حكم أفضل بعد شهرين أو ثلاثة من استقالته بانتخابات أجزل نزاهة؟.. وليس ما يتكاثر الآن يليق بمصر ولن يكون ربيعاً عربياً بما يُثار من مشاكل.. وأتصور أنه إذا كان كل بلد عربي متروكاً لطبيعة ظروفه الداخلية فإن دولتين لهما أهمية شاملة عند كل العرب لأهميتهما ثقافياً وفنياً وسياحياً.. أعني مصر ولبنان.. مصر التي نريد لها الأمن والاستقرار بفرض موضوعيات التنافس.. ولبنان الذي كان قبل ثلاثين عاماً يتميز عن بعض الدول الأوروبية بجزالة ما كان عليه من نوعيات مناخ وتنوّع جغرافي وكفاءة خدمات، ثم أضاعوه بالاغتيالات للزعماء الأفضل.. ولعل نموذج النزاهة في ذلك كمال جنبلاط ورينيه معوض، حيث مرّ لبنان بتدخلات عبثت بواجهات مجتمعه..