هنالك إشاعة لم تكذب بعد بأن الازدياد الحالي في عدد الوفيات المفاجئة والسكتات القلبية لدى السعوديين والسعوديات سببه داود الشريان وبرنامج الثامنة! ومع أن التكذيب يستدعي عمل دراسة ومسح ميداني لبحث هذا الادعاء واحصاء الوفيات التي تحدث بعد الثامنة، لتبرئة الشريان وطاقمه من هذه التهمة أو تثبيتها عليه، إلا أن هنالك من صدقها بل وزاد عليها بقصص مشابهة. جميعها تؤكد بأن هنالك من السعوديين من يحاول التهرب من مشاهدته حتى ولو كان متابعاً سابقاً له والسبب بأن أعراضاً مقلقة باتت تظهر عليه، أهمها تسارع نبضات القلب وارتفاع التوتر وازدياد معدلات الغضب المحتقن وهي أعراض عبر عنها السعوديون بعبارات مختلفة فمنهم من (يمغصه قلبه) بعد البرنامج ومنهم من تهاجمه حالة (الغلقة) وغيرهم يعلنها صراحة (بأنه قد غسل يده)! من يطلق هذه العبارات ليس مسئولاً أحرجته أسئلة داود وتقارير الثامنة وإنما هو المواطن لأن البرنامج في كثير من حلقاته رفع أغطية كثيرة عن أمور كانت خافية أو معلومة لكن مياهها راكدة مستترة. فهل أفادهم كشف هذه الأغطية وما صاحبها من روائح نتنة أم انه قلب المواجع عليهم وأصاب بعضاً منهم بالجلطة. أنا وغيري ممن شاهد ما يدور في حلقات الثامنة من مواجهات لم نسلم من صدمات وصفعات ولكمات بعض ما قيل فيه من حقائق لذا لا نستطيع تكذيب هذه الإشاعة مالم تظهر الدراسات عكسها. والمواطن عندما يظهر في هذا البرنامج متظلماً أمام خصم عنيد ومسئول متسلح بخطط وخطابات مسوفة ومشاريع متعثرة وجرأة لا يبررها إلا الثقة المطلقة بالأمان من المساءلة أو العقاب، ويراه غيره على الشاشة وهو يتحسر على قضيته الشبه ميتة كيف صبر وتظلم وبح صوته من المطالبة وانتظر الحلول ولم تأت، وانفطر قلبه من قلة الحيلة أو العجز فلا عجب لو كان داود هو السبب. لأنه وضع المواطن أمام خيبات كبيرة ولم يعطه كثيراً من الأمل. اجتهد وله شرف الاجتهاد والمحاولة لكنه قد يغرم ذنب تجاوز النصيحة الذهبية (لاتسألوا عن أشياء ان تبدى لكم تسؤكم) ومن كان في فمه ماء يمنعه من الحديث فلا أمل منه لأنه واقع في خيارين كلاهما صعب إما أن يشرق به وهو يتكلم أو يبصق الماء ليتكلم ويخسره. جزى الله داود وطاقمه كل الخير على اجتهاده في نقل واقع كان المسؤول يتحاشاه والمواطن يجهله، وسامحه فهو في نظري متهم لم تثبت بعد براءته.