رحبت قطر، امس الجمعة، بالقرار الذي وصفته ب"التاريخي" الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع مكانة فلسطين في المنظمة الدولية إلى دولة مراقب غير عضو. ونقلت الوكالة القطرية الرسمية (قنا) عن مصدر مسؤول في الخارجية القطرية، قوله ان القرار "خطوة هامة على طريق استعادة الحقوق الفلسطينية، وانتصارا للقانون الدولي والشرعية الدولية". وأشاد المصدر ب"الخطوات الشجاعة" التي اتخذتها الدول التي أيدت الطلب الفلسطيني، ودعا الدول "التي اتخذت ما يخالف ذلك إلى إعادة النظر في قرارها، لأن القرار الحالي لا يتناقض مع المفاوضات بل يضع لها اساساً واضحاً هو إعادة الأراضي المحتلة عام 1967 والتي أصبحت أراضي الدولة الفلسطينيةالمحتلة، إلى أصحابها الشرعيين". وأعرب المصدر عن أمله في أن ينظر مجلس الأمن الدولي "بصورة ايجابية إلى طلب فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة وفقا لقرارات الشرعية الدولية". ودعا كافة الأطراف الفلسطينية "إلى اغتنام صدور هذا القرار لتوحيد صفوفها وإتمام المصالحة الوطنية والعمل على تشكيل الحكومة الفلسطينية الموحدة، وتغليب المصالح الوطنية العليا". وجدد المصدر موقف قطر "الثابت والقائم على أن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلا بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف". كما رحبت الحكومة الاردنية في بيان الجمعة بإعلان فلسطين دولة بصفة مراقب في الاممالمتحدة معتبرة ذلك "انجازا استراتيجيا هاما". ونقل البيان عن سميح المعايطة وزيرالدولة لشؤون الاعلام ووزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة، ترحيبه بالقرار الذي وصفه"بالانجاز الاستراتيجي الهام في مسار الصراع العربي الاسرائيلي". ودعا الى"استثماره في حشد الدعم الدولي والانتصار للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وفي مقدمتها حقه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وممارسة كافة حقوقه الوطنية والسياسية على ارضه". ورأى المعايطة ان "القرار الاممي تأكيد واضح على ان حل الدولتين هو الاساس لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والمدخل لتحقيق السلام الشامل في الشرق الاوسط". من جانبه وصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس الجمعة منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة بأنه " انتصار للديمقراطية ". وجاء في بيان رئاسي ان سليمان اعتبر هذه الخطوة " انتصاراً للديموقراطية على رغم الضغوط التي مارستها إسرائيل لمنع حصول ذلك". ودعا سليمان إسرائيل الى "التبصّر جيداً بهذه الخطوة والاقتناع بالمسار الديموقراطي والانخراط بالعملية السلمية على قاعدة مرجعية مؤتمر مدريد ومبادرة بيروت العربية، إذا كانت راغبة فعلاً في السلام والتخلي عن سياسة العدوان والاستيطان والتهويد". وأعرب عن أمله " في أن يكون ما حصل في الأممالمتحدة بداية الطريق لتعامل دولي جديد مع الفلسطينيين وشهادة ميلاد وهوية لهم ولدولتهم". الى ذلك هنأ الرئيس التركي عبد الله غول، ورئيس وزرائه رجب طيب أردوغان، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار التاريخي. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن بيان للرئاسة التركية، أن غول اتصل بالرئيس الفلسطيني فور انتهاء عملية التصويت على القرار بالجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أمس وقدّم له "أحر التهاني على هذه الخطوة الكبيرة والمهمة التي أحرزتها فلسطين على الصعيد الدولي". بدوره اتصل أردوغان، بعباس وهنأه على القرار الأممي، قائلا "اسمح لي أن أتقدم لك وللشعب الفلسطيني بالتهاني الحارة، وأعبر لكم عن سعادتي البالغة بهذا القرار". وأشارت الوكالة التركية الى ان عباس أعرب عن عميق شكره لتركيا حكومة وشعبا على ما قدمته من دعم بالغ لفلسطين وقضيتها في مختلف المحافل الدولية. من جهة أخرى اعتبرت وزارة الخارجية التركية، في بيان امس أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بفلسطين كدولة مراقب غير عضو في المنظمة، يبيّن أن التأييد للقضية الفلسطينية وصل إلى أعلى مستوى له. وقالت إن هذا القرار يوصل رسالة هامة إلى المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بوصفه خطوة كبيرة على طريق اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين كدولة مستقلة كاملة السيادة، كما يفتح صفحة جديدة في تاريخ الشعب الفلسطيني المليء بالظلم والقمع. وتمنى البيان أن يدرك المجتمع الدولي، وخاصة دول مجلس الأمن الدولي، بشكل صحيح، الرسالة التي يعبر عنها تصويت الجمعية العامة بأغلبية كبيرة لصالح القرار، كما أكد أنه لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة بدون حل القضية الفلسطينية. وأفاد بأن السياسات الإسرائيلية التي تجعل من غير الممكن تطبيق حل الدولتين، رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الفلسطينيون، تعيق التوصل إلى سلام عادل ودائم. ووجه دعوة إلى الأممالمتحدة والمجتمع الدولي للبدء من جديد في أسرع وقت ممكن في التفاوض، من أجل التوصل لسلام دائم قائم على حل الدولتين، خاصة وأن تبني هذا القرار الأممي يعطي دفعة قوية للتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل. كما عد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، قرار قبول فلسطين دولة غير عضو في الأممالمتحدة إنجازاً تاريخياً على طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة،مشيداً في الوقت نفسه بموقف المجتمع الدولي تجاه تعزيز فرص السلام الدائم في المنطقة على مبدأ حل الدولتين. وهنأ أوغلو بهذه المناسبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والشعب الفلسطيني،مبيناً أن هذا الانتصار السياسي قد سجل حق الشعب الفلسطيني في الدولة بصورة لا يمكن الرجوع عنها. وأثنى الأمين العام على الدول التي صوتت لصالح هذا القرار، مؤكداً استمرار دعم منظمة التعاون الإسلامي للجهود الفلسطينية الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الظالم وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود 1967 م وعاصمتها القدس الشريف.