رباعية الهلال جعلت أبواب "القلعة" تفتح على مصراعيها، نامت جماهير الأهلي حزينة للغاية، هزيمة تتلوها هزيمة، فبعد رباعية الهلال اشتعلت أفئدة وقلوب محبي "الراقي" ناراً وغيرة على فريقهم الذي لم ينكسر عوده الصلب منذ الموسم الماضي، كان أداء "الراقي" أخضر يانعاً يسرّ الناظرين، سهم الأداء إيجابياً تصاعدياً يرتفع من مباراة إلى مباراة. الهزيمة من الهلال جعلت جميع الملفات تفتح في الأهلي، أبواب "القلعة" بدت مهترئة، جدران "القلعة" مهتزّة وغير متماسكة، حارسها يتوشحه الحزن، الأمور ليست بخير. الأهلي يخسر خمس مباريات من أصل ست في غضون شهر واحد فقط، الخسارة من نجران في الدوري بهدفين نظيفين، ثم من الاتحاد واحد صفر في ذهاب نصف نهائي آسيا، الوصول للنهائي الآسيوي والخسارة بثلاثية من النمر الكوري "أولسان"، عودة للديار والسفر إلى بريدة لملاقاة التعاون الذي أحرز هدفين في شباك ياسر المسيليم، وأخيراً خسارة الهلال غير المتوقعة وبرباعية جعلت الجميع يتساءل عن مكمن الخلل. وعزا مراقبون ونقاد وضع الفريق الأهلاوي في الفترة الماضية وأوضحوا ذلك ل"دنيا الرياضة" التي تفرد عدداً من أهم وأبرز الأسباب التي جعلت الأهلي يظهر بشكل غير جيد مابين شهري أكتوبر ونوفمبر. هبوط حاد في أداء جميع اللاعبين إذ بات لدى معظمهم تشبّع كروي من جراء المشاركات العديدة والتنافس على الألقاب، وهذا أمر خاطئ إذ على صعيد الأرقام لم يحقق الأهلي بطولة الدوري أو بطولة آسيا، الصحيح حفاظه على لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ولكن هذا لا يعني أن الفريق قد حقق كل شيء في عالم البطولات. عدم محاسبة المدرب التشيكي كاريل جاروليم على بعض الأمور الفنية والتي خذلت الفريق في أكثر من مناسبة، إضافةً إلى عدم قراءته الجيدة بداية المباراة مما يجعل فريقه يقع في أكثر من مشكلة، أضف إلى ذلك إدخاله بعض المصابين أو غير الجاهزين بنسبة مئة في المئة لأرض الميدان وشاهدنا البرازيلي فيكتور أمام الاتحاد وهو مصاباً، كذلك الحوسني أمام الهلال. الجهاز الفني، فمن الواضح أن مساعدي جاروليم لا يقومون بعملهم جيداً، فقد كان المساعد السابق يؤدي مهامه بشكل أكثر من رائع ويحلّل الفرق المنافسة بشكل مميز وهو ما أراح المدرب في مناسبات عدة. إدارة الأهلي تتحمل السبب أيضاً؛ لم تتعاقد بداية الموسم مع صانع لعب أجنبي مميز لقيادة خط الوسط خلفاً عن الراحل البرازيلي مارسيلو كماتشو، فإحضار لاعب أرجنتيني مغمور "موراليس" بقيمة 30 مليون ريال سعودي يعدّ ضرباً من الجنون، فاللاعب منذ بداية الموسم لم يلعب سوى مباراتين كلاعب أساسي وشارك في أربع مئة دقيقة فقط مسجلاً فيها هدفين، ويعدّ ذلك الرقم ضعيفاً جداً، وسوف يرحل الأرجنتيني في فترة الانتقالات الشتوية على الرغم من تأكيدات مدير الكرة طارق كيال عدم صحة الأحادث الإعلامية. الجهاز الإداري يتحمل جزءاً من الخطأ، إذ كيف يعود الفريق إلى جدة قادماً من بريدة بعد خسارته من التعاون ويرحل بعدها إلى الرياض، كان من الأولى الذهاب من بريدة إلى الرياض لتجنّب إرهاق اللاعبين المجهدين من التنقلات الأخيرة في شرق القارة الآسيوية. وبعد توضيح أهم الأسباب، يجب على الإدارة الأهلاوية سرعة التعاقد مع صانع ألعاب أجنبي كي يحل بديلاً عن موراليس، بالإضافة للجلوس مع المدرب جاروليم ومحاسبته على قراراته الخاطئة، أيضاً يجب الحديث مع اللاعبين بكل شفافية والحديث حول سبب انخفاض مستواهم المخيف، ولكي ننصف إدارة الأهلي فإن التعاقد مع المدافع أسامة هوساوي كان قراراً يصبّ في مصلحة الأهلي وسوف يستفيد الفريق منه طوال الثلاث سنوات مقبلة.