ما بين تألقه في الموسم الماضي، وتعثره في الموسم الحالي، بات فريق الأهلي معلقاً ما بين مرحلتين، حلّق في الأولى منها في أفق النجاح، وثقلت خطى سيره في الثانية، التي بدت وعرة منذ البداية. فبطل كأس خادم الحرمين الشريفين نجح في معظم أموره الموسم الماضي، عندما تعاقد مع 4 لاعبين يعدون من أبرز المحترفين الأجانب في الكرة السعودية، وهم كماتشو، وبالومينو، وعماد الحوسني، وفيكتور سيموس، ففعلوا كل شيء حتى أنهم ساهموا في فوز فريقهم على معظم فرق الدوري السعودي، وكانوا على بعد خطوة من التتويج بلقب دوري «زين»، كما أنهم تخطوا المرحلة المستعصية على «الراقي» في بطولة دوري أبطال آسيا، خلال العقدين الماضيين. إلا أن تفوقه في السنة الماضية نتج عنه حاجز منعه من الاستمرار على نغمة السيطرة التي فرضها على الفرق، إذ لم يعطِ مدربه التشيخي غاروليم أهمية كبرى لمنافسات دوري زين للمحترفين مع بدايته، لأن اهتمام العجوز التشيخي انصب على المباريات الحاسمة في دوري أبطال آسيا، خصوصاً عندما أصبحت جماهير الفريق تشاهد فريقاً بوجهين أحدهما باهت في الدوري المحلي، والآخر متوهج على الصعيد القاري، حتى بلغ الفريق النهائي القاري، ومن ثم خسره، وعاد ليشارك في المنافسات المحلية، وأمامه جدول «مكتظ» بالمباريات «المؤجلة»، ابان مشاركته الآسيوية، فقص شريط مؤجلاته بخسارة على يد التعاون، وهو الذي تلقى هزيمة من نجران في آخر مبارياته في الدوري، قبل استكماله بطولة آسيا في الشهر الماضي. 11 نقطه من أصل 21 هو الرصيد النقطي الذي استطاع الأهلي الحصول عليه من خلال 7 مباريات خاضها في الدوري، وهو الذي لم يواجه من فرق المقدمة حتى اليوم، إلا فريق الشباب في الجولة الثانية، وخرج بنقطة وحيدة من اللقاء، وخسر من الفرق التي اعتادت الحضور في المنطقة الدافئة من الدوري، وهي نجران والتعاون، كما أنه تعثر أيضاً أمام فريق هجر، وحقق الفوز على فرق الفيصلي، والوحدة، والشعلة، وهم الذين يتذيلون الترتيب العام للدوري. ومع العودة لتميز الأجانب الذي استفاد منه الأهلي في الموسم الماضي، لم ينجح مع مطلع الموسم الجديد في تعويض رحيل أفضل صانع العاب في الدوري السنة الماضية، وهو البرازيلي كماتشو الذي عاد لفريقه السابق الشباب، إذ جاء بديله الأرجنتيني دييغو موراليس الذي لم يقنع الأهلاويين بشهادة من مدرب الفريق غاروليم، الذي أكد أنه لم يستفد كثيراً من خدمات الأرجنتيني، إضافة إلى أنه أبقاه حبيس دكة البدلاء طيلة المباريات الماضية. وربما أن الخسارة الأخيرة من فريق التعاون كان لها أثر في نفوس الأهلاويين، خصوصاً أن المدرب قرر في المباراة إراحة عناصر الفريق الأول نظير الإرهاق الذي يعانونه لمشاركتهم الآسيوية علاوة على تمثيل عدد كبير منهم للمنتخب السعودي في وديته مع منتخب الأرجنتين، ولكن بعض النقاد والجماهير أبدت عتبها على المدرب بزجه للفريق الرديف، الأمر الذي كلف الفريق ثلاث نقاط مهمة في مسيرة الفريق في الدوري، خصوصاً أن أعلى سقف نقطي سيصل له الأهلي في حال فوزه في مؤجلاته كافة حتى يعادل الفرق في عدد مبارياتها والبالغة 11 مباراة هو (23) نقطة، وبالتالي ستكون المنافسة أكثر صعوبة في المرحلة المقبلة على فريق الأهلي، وتحديداً عندما تكون مؤجلاته الثلاث المقبلة مع فرق الاتحاد في الأسبوع المقبل، ومن بعده الفتح متصدر الترتيب، ومن ثم النصر في الأسبوع الذي يليه، كما يلتقي الهلال غداً الأربعاء في الجولة ال13، وهي مباريات تحتاج إلى جهد عالٍ، وسترهق الفريق. «القلعة» نجح في تدعيم صفوفه بمدافع أندرلخت البلجيكي والهلال السابق وقائد المنتخب السعودي أسامة هوساوي في صفقة تمت بمبلغ قياسي، فكانت بمثابة الدواء الذي استطب به الجمهور الأهلاوي بعد خسارة البطولة الآسيوية، والتعثر في الدوري المحلي، إضافة إلى تجديد عقد مدافعه الدولي كامل الموسى، مع نوايا الإدارة للتعاقد مع صانع ألعاب أجنبي يحل مكان موراليس في فترة الانتقالات الشتوية.