أكتب من شرفة تُطل على عالم يستلقي على ظهره.. عالم يعيش في الطراااوة . لا يعرف النكد ولا يحب النكدين.! أتعاطى معه بعقلي الباطن ذلك البهو الأنيق.. إنه ملاذنا الأثير، الذي نفضي له بكل شيء وأي شيْء.. وهو المغنطيس الذي لا نقوى - ولا نريد - الفكاك من نفوذ جاذبيته وسطوته.! أنا عاشق ليالي الصبر مداح القمر.. أُطل على مزاج عالم مفتون حد الوله بالنجمات، كأنهّا فصوص ألماس، ترصّع فستان الليل (السواريه).! كنت أعشق الوحدة.. أخلو إليها بعض الوقت، رافضًا الاتصال بصديق أو الاستعانة بالجمهور.. أفضل ان أحاور هذا الطفل داخلي.. أشاكسه ويشاكسني، أناكفه ويناكفني.. فقد كنّا نتشابه في أشياء كثيرة إلا البراءة.! ....... حينما فرد الليل جدائله حول هالة القمر، غنيت للصورة المتخيلة.. استدعيتها بالتخاطر فمثلت بتفاصيلها، تقول شوفوني بعيون قلوبكم لأن عيون القلب ( سهرانة ما بتنامشي ).! وظللت أمدح في القمر إلى أن غارت النجمات.. و"يصرخ في سمعي صمت قد طال طوله".. وصوت عبد الحليم يتردد: " كان فين اليوم داغايب عني، كان فييين؟ تسلم لي وتسلم ضحكتها" .! ....... آخر السطور : " بلّغه يا قمرُ .. إذ يُنشر الخبرُ أني غداة غدٍ .. يغتالني السّهرُ ولهانُ ينتظرُ .. والشّوقُ يستعِرُ البيدُ تعرفهُ .. والليل والقمرُ " .!