وتسألني يا صاحبي هل من جديد ؟ ما به جديد .. " عشّاق ليلة أتفارقوا .. وصاروا بعيد " .! ناس يذهبون إلى البر الثاني .. وآخرون يأتون منه .. يلوح هؤلاء لأولئك في عرض البحر بأكف خضبتها الأمنيات.. ينظرون بعيون لا تبرق بالرغبة ، ووجوه لوحها وهج الاشتياق .! ولهان ينتظرُ والشوق يستعرُ البيد تعرفه والليل والقمرُ .............. ويصدح ( الناي ) ، كأنه مهرة تصهل .. تمد إلى الليل جيدًا نافرا ، وترمي اليه أذنا ، وتحار فيه عيناها : يا أهيل الحيّ من وادي الغضى وبقلبي مسكنٌ أنتم بهِ ضاق عن وجدي بكمْ رحْبُ الفضا لا أبالي شرقهُ من غربهِ أحورُ المقلة معسولُ اللمى جال في النفس مجالَ النّفَس .............. حتى لو كان الجو عاصفاً ، يروق لهذا النازح المبارح أن يقال له " الجو جميل ".. فإذا رأى سارية تخيلها غصناً يميس به النسيم ، وينسكب على أعطافه ذهب الشمس في دوحة تساهر وهج الحلم ، وترفل في ثوب فرح مرصع بالنجوم .. فيفيض في الوصف ويهتف : يا من حوى ورد الرّياض بخدّهِ وحكى قضيب الخيزران بقدّهِ دع عنك ذا السّيف الذي جردتهُ عيناكَ أمضى من مضاربِ حدّهِ كل السيوفِ قواطعٌ إن ُجرّدَت وحسامُ لحظكَ قاطعٌ في غِمدِه.! .............. نحن يا صاحبي مخلوقات ( ناطقة ) ، نسمع ونعي .. ونحس ونستأنس . نصغي إلى قلوبنا ، ونستفتيها .. لكننا نظل بحاجة إلى دعم إحساسنا بالكلمة الهامسة أو الشاعرة .. ممن يشاركنا هذا الإحساس ، تزفنا في موكب أسطري إلى أشيائنا الجميلة .. وتفضي بنا إلى سرادق الأحلام : في ليال ٍ كتمت سرّ الهوى بالدجى لولا شموس الغُدُر ِ غارت الشهبُ بنا أو رُبّما أثرت فينا عيونُ النرجس .! ............... أيها النازح المبارح حتى في عز القيظ .. حتى في وهج الشمس ، أنشر أشرعتك .. وطارد فلول أحلامك .. واعبر هذا البحر من البر إلى البر .. واضرب بمجدافك واحذر .. لا تكسر القمر .!